قال الله تعالى :
" وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ ".
[من الآية 45 :سورة الكهف].
قالت الحكماء: إنما شبه تعالى الدنيا بالماء
لأن الماء لا يستقر في موضع، كذلك الدنيا لا تبقى على واحد
، ولأن الماء لا يستقيم على حالة واحدة كذلك الدنيا
، ولأن الماء لا يبقى ويذهب كذلك الدنيا تفنى
،ولأن الماء لا يقدر أحد أن يدخله ولا يبتل كذلك الدنيا لا يسلم أحد دخلها من فتنتها وآفتها
، ولأن الماء إذا كان بقدر كان نافعا منبتا، وإذا جاوز المقدار كان ضارا مهلكا، وكذلك الدنيا الكفاف منها ينفع وفضولها يضر.