قصيدة يادولة الخط
يا دولة الخطِ يا عشقاً فقدناهُ *** عهد الهوى لم نزل نحيا بذكراهُ
يا زهرةً في بنى العباس مَنبِتُها *** وريحُها عَطَّر التاريخ مسراهُ
التاجُ في يدنا و العرشُ يحملهُ *** تحت الشغاف نشاوى من رعاياه
طال الحنين بهم جفت محابرهم *** و الطرس أرق شوقٌ و أبكاه
لف الزمان عهوداً كان موردها *** من الجلال ندياً في سجاياه
العيش في الزمن الماضي يؤرقهم *** ويل الفؤاد إذا ما الحب أشجاه
حب بعيد لا سلوى تؤانسهم *** و العشق من كبد النيران مأتاه
عاشوا بلا زمن أحلامهم رجعت *** لمهدها ذللا و الجسم ويلاه
صوفية طبعتهم بالهوى أبدا *** و الفن آخره يهفو لأولاه
و الفن من لدن الرحمن صيغته *** من مسه الفن لم يحفل بدنياه
أين الأولى سكروا من غير ما شربوا *** أين الأولى عرفوا من بعدها تاهوا
دم الغزال لهم كأس يدغدغها *** سن اليراع إذا ما الحبر غطاه
الليل يرقبهم و الخط يؤنسهم *** و الآي رسموا و القلب تياه
لوحاتهم عجب من وجدهم عصرت *** مثل الرحيق اذا ما الورد اهداه
كأنما المنتهى كانت لهم مددا *** من حلو ما كتبوا من حسن رؤياه
الخط فن من الإيمان منبعه *** والفن روح من التوحيد معناه
هذي الطبيعة من قد خط لوحتها *** إن كنت تجهلها فا الصانع الله