مستويات الحب :
* جعل أفلاطون الحب درجات متصاعدة كالتالى :
1- حب الشخص أو الشئ الجميل
2- حب ماهو أجمل فى الأشخاص أو الأشياء
3 – حب الجمال فى المعانى لا فى المحسوسات
4 – حب الجمال الإلهى
* والحب عند الصوفية يبدأ مباشرة من أعلى , وهو الحب الإلهى , متجاوزا الذات وسائر الموضوعات الأخرى :
ويستخدم الصوفية أسماءا وحالات ومستويات للحب الإلهى نذكر منها :
1 – المحبة : وهى أن تهب كلك لمن أحببت فلا يبقى لك منك شئ
2 – العشق : هو أقصى درجات المحبة , ومعناه اتحاد ذات المحبوب بذات المحب اتحادا يوجب غفلة المحب شغلا بشهود محبوبه فى ذاته بذاته , ولذا قيل : إن العشق أقصى مقامات الذهول والغيبة
3 – الغرام الإنتشاء من خمر المحبة
4 – الإفتتان : خلع العذار وعدم المبالاة بالخلق
5 – الوله : مقام الحيرة
6 – الدهش (بفتح الهاء وتسكين الشين) : الذهول
7 – الفناء عن رؤية النفس : حيث نرى العاشق لا يسمع إلا لمحبوبه , ولا يبصر إلا به , ولا يدرك إلا به وله ومنه , فناءا به عن نفسه وعن الأشياء .
ويلاحظ أن الصوفية يستخدمون نفس الألفاظ التى يستخدمها سائر المحبون ولكن بمعان أخرى تتصل بالذات الإلهية والفناء فى حبها والخروج من دائرة الذات إلى الدوائر الأوسع .
* الحب عند علماء النفس :
ويقسم فرويد الحب إلى نوعين :
1 – الحب النرجسى : وهو أن يحب الإنسان ذاته وكل ما يتعلق بها أو يخدمها , وهنا يبحث الإنسان عمن يشبه صفاته أو يحقق رغباته .
2 – الحب الموضوعى : وفيه يحب الإنسان شخصا أو شيئا خارج حدود ذاته , وهنا لا يتشابه المحبوب مع المحب بقدر ما يتكامل معه .
ويقسم إريك فروم الحب ( فى كتابه فن الحب) إلى 5 أقسام :
1 – حب الذات
2 – الحب الأخوى ( الإخوة حقيقة أو مجازا)
3 – الحب الأبوى ( الأبوة حقيقة أو مجازا)
4 – الحب الشبقى
5 – الحب الإلهى
وهناك تقسيم للحب حسب الخريطة النفسية كما يلى :
1 – الحب الجسدى : وهو تعلق بجمال الجسد وتكوينه وتناسقه أو جاذبيته وقدرته على الإثارة
2 – الحب العاطفى : وفيه اهتمام بالغ بالمشاعر والحالات الرومانسية التى تتجاوز تفاصيل الجسد وتعلو على الرغبات الحسية
3 – الحب العقلى : حيث يرى المحب فى عقل محبوبه متعة التوافق الفكرى وحلاوة التواصل العقلى فيتحدثان ويتحاوران لساعات طويلة , ويجد كل طرف لدى الآخر قدرا هائلا من الفهم والتفهم , ويستمتعان معا بالإنصات المتبادل والحديث الشيق .ويكثر هذا النوع لدى المثقفين وأصحاب المذاهب الفكرية والفلسفية .
4 – الحب الروحى :وهو حب متسام عن الرغبات الجسدية والإحتياجات العاطفية والعقلية , وفيه يحلق الطرفان معا فى آفاق عالية من الروحانيات التى قد تأخذ شكلا دينيا عند المتدينين والمتصوفة منهم بشكل خاص , أو تأخذ شكلا فنيا أو أدبيا عند الفنانين والأدباء .
وقد يتحاب اثنان على مستوى واحد أو على أكثر من مستوى , وقد يتحابان على كل المستويالت . وقد يحب طرف طرفا آخر على أحد المستويات ويستكمل بقية المستويات من طرف ثالث أو أكثر . وهذا يفسر لنا صفة التعددية فى الحب خاصة عند الرجال .
* والعرب يضعون الحب فى مستويات وحالات لكل منها اسما دالا عليها مثل:
1- الهوى : التوجه إلى المحبوب
2 – العلاقة : هى الحب يلزم صاحبه , وهى تعلق النفس بالمحبوب
3 – الكلف : هو المرتبة الثالثة فى الحب , وأصل الكلمة من الكلفة ( بضم الكاف وتسكين اللام ) وهى المشقة
4 – العشق : فرط الحب , وقيل هو الحب مقترن بالشهوة
5– الشغف : وهو الحرقة يجد فيها المحب لذته فى الحب , ومثلها اللوعة .
6 – الجوى : الهوى الباطن وشدة الوجد من العشق
7 – التتيم : وهو أن يستعبده الحب
8 – التبل (بفتح التاء والباء) : وهو أن يسقمه الحب ويمرضه
9 – الوله (بفتح الواو واللام) : وهو ذهاب العقل فى الهوى
10 – الصبابة : رقة الشوق إلى المحب
11 – الومق ( بفتح الواو والميم) : شدة المحبة
12 – الوجد : الحب الذى يتبعه حزن
13 – الشجن : حب فيه الهم
14 – الشوق والإشتياق : نزاع النفس إلى الشئ
15 – الوصب : ألم المحبة
16 - السهر والأرق والكمد : قد تكون من لوازم الحب والشوق
17 – الخلّة (بضم الخاء وتشديد اللام) : توحيد المحبة , وهى رتبة لا تقبل المشاركة
18 – الود : خالص المحبة
19 – الغرام : الحب اللازم للشخص
20 – الإفتتان : يأتى عفويا وفجأة , وحو حب لحالة الحب أكثر منه حب للشخص ذاته
وهذه التعددية للأسماء والمستويات والحالات الخاصة بالحب عند العرب تعكس انشغالهم الشديد بالحب , وتعكس أيضا ثراءا لغويا هائلا قلما نجده فى أى لغة أخرى , فغالب اللغات الأخرى تعبر عن الحب بكلمة أو اثنتين أو أكثر قليلا , فى حين تعبر اللغة العربية عنه بحوالى 20 اسما ووصفا وربما أكثر .