[د. وديع إلياس]

طبيعة عملية التعلم الفردي في التدريب

تساند الخبرات والبحوث والدراسات الحالية في مجالات التعلم والتغيير فرضين أساسيين يضعا الإطار العام لمواقف (التدريب والتعلم) هذان الفرضان هما:
(1) إن عمليات التدريب (دور المدرب) وما يقابلها من تعلم (موقف المتدرب) ما هي إلا عمليات تفاعل دينامي لمعاملات بشرية متبادلة تتضمن المدرب، والفرد في موقف التعلم، وجماعة التدريب أو التعلم ويشترك أعضاء جماعة التدريب - من مدرب ومتدربين - في عملية استطلاع مركبة غير بسيطة - تتجه إلى تشخيص الاحتياجات في عملية التعلم الفردي والتغيير، وما يصاحب ذلك من ظاهرة مقاومة التغيير ومقاومة التعلم، كما تتضمن عملية الاستطلاع هذه الاتجاه إلى التجربة والبحث عن الحقائق، ودراسة إمكانية استخدام وتطبيق التعلم والتغيير المتوقع حدوثه بالفرد في مجالات حياة الفرد وعمله، والتخطيط لتحقيق هذا الاستخدام والتطبيق.
(2) إن هدف تنشيط عملية التعلم الفردي هو نمو الفرد وتغيير سلوكه وبالتالي نمو دنياه الداخلية - أي دنيا الفرد النفسية (عمليات النفس ونواتجها) ويعد ذلك هدفا لعملية التدريب أكثر اتساعا وتكاملا من هدف تعلم المعرفة واكتسابها.
والجدير بالذكر في هذا الصدد، أنه بينما يعد تعلم المعرفة واكتساب الاتجاهات (الفكرية - والسلوكية) أبعادا أساسية لنمو الفرد وقيام عملية التعلم والتغيير، إلا أن ذلك لا يضمن لنا حدوث النمو والتغيير فعلا وانعكاسه في سلوك الفرد وحياته.