عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-10-2011, 09:26 PM
د. وديع إلياس غير متواجد حالياً
د. وديع إلياس
د. وديع إلياس
 


افتراضي الامبراطور الصيني

الامبراطور الصيني



حوالي العام 250 قبل الميلاد , في الصين القديمة , كان أمير منطقة تينغ زدا على وشك أن يتوّجملكًا , ولكن كان عليه أن يتزوج أولاً , بحسب القانون.

وبما أن الأمر يتعلقباختيار إمبراطورة مقبلة , كان على الأمير أن يجد فتاةً يستطيع أن يمنحها ثقتهالعمياء. وتبعًا لنصيحة أحد الحكماء قرّر أن يدعو بنات المنطقة جميعًا
لكي يجدالأجدر بينهن.


عندما سمعت امرأة عجوز , وهي خادمة في القصر لعدة سنوات , بهذه الاستعدادات للجلسة , شعرت بحزن جامح لأن ابنتها تكنّ حبًا دفينًاللأمير.


وعندما عادت إلى بيتها حكت الأمر لابنتها , تفاجئت بأن ابنتها تنويأن تتقدّم للمسابقة هي أيضًا.


لف اليأس المرأة وقالت
وماذا ستفعلينهناك يا ابنتي ؟ وحدهنّ سيتقدّمن أجمل الفتيات وأغناهنّ. اطردي هذه الفكرة السخيفةمن رأسك! أعرف تمامًا أنكِ تتألمين , ولكن لا تحوّلي الألم إلى جنون!


أجابتها الفتاة:
يا أمي العزيزة , أنا لا أتألم , وما أزال أقلّجنونًا ؛ أنا أعرف تمامًا أني لن أُختار, ولكنها فرصتي في أن أجد نفسي لبضع لحظاتإلى جانب الأمير , فهذا يسعدني - حتى لو أني أعرف أن هذا ليس قدري

فيالمساء , عندما وصلت الفتاة , كانت أجمل الفتيات قد وصلن إلى القصر , وهن يرتدينأجمل الملابس وأروع الحليّ , وهن مستعدات للتنافس بشتّى الوسائل من أجل الفرصة التيسنحت لهن.


محاطًا بحاشيته , أعلن الأمير بدء المنافسة وقال
سوف أعطيكل واحدة منكن بذرةً , ومن تأتيني بعد ستة أشهر حاملةً أجمل زهرة , ستكون إمبراطورةالصين المقبلة


حملت الفتاة بذرتها وزرعتها في أصيص من الفخار , وبماأنها لم تكن ماهرة جدًا في فن الزراعة , اعتنت بالتربة بكثير من الأناة والنعومةلأنها كانت تعتقد أن الأزهار إذا كبرت بقدر حبها للأمير , فلا يجب أن تقلق منالنتيجة


مرّت ثلاثة أشهر , ولم ينمُ شيء. جرّبت الفتاة شتّى الوسائل , وسألت المزارعين والفلاحين فعلّموها طرقًا مختلفة جدًا , ولكن لم تحصل على أيةنتيجة. يومًا بعد يوم أخذ حلمها يتلاشى ، رغم أن حبّها ظل متأججًا.


مضتالأشهر الستة , ولم يظهر شيءٌ في أصيصها. ورغم أنها كانت تعلم أنها لا تملك شيئًاتقدّمه للأمير , فقد كانت واعيةً تمامًا لجهودها المبذولة ولإخلاصها طوال هذهالمدّة , وأعلنت لأمها أنها ستتقدم إلى البلاط في الموعد والساعة المحدَّدين. كانتتعلم في قرارة نفسها أن هذه فرصتها الأخيرة لرؤية حبيبها , وهي لا تنوي أن تفوتهامن أجل أي شيء في العالم.


حلّ يوم الجلسة الجديدة , وتقدّمت الفتاة معأصيصها الخالي من أي نبتة , ورأ ت أن الأخريات جميعًا حصلن على نتائج جيدة؛ وكانتأزهار كل واحدة منهن أجمل من الأخرى , وهي من جميع الأشكال والألوان.


أخيرًاأتت اللحظة المنتظرة. دخل الأمير ونظر إلى كلٍ من المتنافسات بكثير من الاهتماموالانتباه. وبعد أن مرّ أمام الجميع, أعلن قراره , وأشار إلى ابنة خادمته على أنهاالإمبراطورة الجديدة.


احتجّت الفتيات جميعًا قائلات إنه اختار تلك التي لمتزرع شيئًا.


عند ذلك فسّر الأمير سبب هذا التحدي قائلا
هي وحدهاالتي زرعت الزهرة تلك التي تجعلها جديرة بأن تصبح إمبراطورة ؛ زهرة الشرف. فكلالبذور التي أعطيتكنّ إياها كانت عقيمة , ولا يمكنها أن تنمو بأية طريقة








الخلاصة

الصدق والشرف من أجمل وأرقى الحلي

التي يتزين بها كل إنسان


وتــجعله على عرش الاحترام والتقدير






رد مع اقتباس