[إعلامية الأكاديمية]

العقل والمذياع

جميعنا يعرف جهاز المذياع -الذائع الصيت- وأيضا عمله بالتقاط الموجات الصوتية وترجمته لنا الأصوات كي نفهمها ونتفاعل منها , وأيضا نعرف وجود أنواع مختلفة منه، منها القديم والحديث, كانت أجهزة المذياع القديمة كبيرة الحجم وخالية من التعقيدات عكس أجهزة المذياع في الوقت الراهن , كل ما قلته سابقاً هو مدخل لموضوع التشابه بين عمل العقل والمذياع.
سابقًا كان يوضع على المذياع مادة صمغية لكي تمنعه من الوصول لبعض الترددات غير المسموح بها في المجال, وهذا يحد من التقاط بعض الموجات مما يجعله يعمل دوما في مجال مقرر ومحدد, وعند إزالتنا لهذا الصمغ يستطيع المذياع أن يلتقط ترددات متنوعة وجديدة تختلف عن مجاله السابق.
وهذا تماما مشابه لعمل العقل البشري , فهو يشبه هذا الراديو، يوجد عازل في مكان ما في العقلوعقلنا مُبرمج على تعلم الأشياء المتاحة للجميع منذ الصغر , والشريحة الأكبر والمتوسطة من الناس تعرف نفس الأشياء وتفكر في نفس المجال وتبقى في نفس المستوى التعليمي تقريبا "ونستطيع أن نطلق عليها المعلومات العادية والمواد التعليمية المتوفرة للجميع" ولكن إذا كان الإنسان في شغف للمعرفة و الخوارق يبدأ بالبحث و التحري و التعلم المستمر مما يؤدي بإزالة هذا العازل شيئاً فشيئاً لذلك يكتشف كل يوم شي جديد و غير مألوف للعامة ويكون هنا استخدم العقل بصوره أكثر كفاءة و يشعر كأنه تبصر شي جديد في هذه الدنيا، كان في غفلة كبيرة عنها وفتحت له أبواب معرفة جديدة , لذلك أؤمن أن التفكير باستمرار ينتج دماغًا جاذبًا لأي معلومة تتعلق بفكرة معينة.

بقلم المدربة
سلوى أحمد البلبيسي