عرض مشاركة واحدة
قديم 03-28-2011, 08:55 PM   رقم المشاركة : [2]
mẨřЎặm..εïз
المشرفين
الصورة الرمزية mẨřЎặm..εïз
 

معلومات اضافية
الجنس :
الدولة :
المزاج :

My MMS
افتراضي

:
:

1. الغم

هو قلق يتولد في نفس الإنسان نتيجة لمشكلة أو مأزق يعيشه في الزمن الحاضر و يَستعصي عليه حلّه،

و قد ذكره الله تعالى في كتابه العزيز قائلا :

(( فأثابكم غمّاً بغم ))
لقد نزلت هذه الآية في خمسين رجلا من الرماة الذين أمرهم الرسول صلّى الله عليه و سلّم بالبقاء في أعلى الجبل خلال معركة أحد حتى يحموا جيش المسلمين من أي هجوم يأتيه من الخلف من طرف كفار قريش،

لكن الرماة خالفوا أمر قائدهم و نزلوا للظفر بالغنائم لما ظنوا أن أصحابهم غالبين،

فتسببوا بذلك في وقوع مصيبتين عظيمتين عاقبهم الله عليهما بأن قذف في قلوبهم نوعين من الشعور الطاحن بالغم،

أولهما الحسرة على تسلل أعداء الله من الثغرة التي تركوها فارغة ليتمكن الكفار نتيجة لذلك من الوصول إلى النبي صلّى الله عليه و سلّم و كادوا يقتلونه لولا لطف الله جل علاه بنبيه و بدينه و بالمسلمين،

و الحسرة الثانية هي إحساسهم بالذنب لتورطهم في خلق هذه المفاجئة التي قلبت موازين المعركة رأساً على عقب إلى درجة أن جنود الجيش الإسلامي اعتقدوا بأن قائدهم و حبيبهم محمد صلّى الله عليه و سلّم قد قتل، فتسرب الانهيار النفسي إلى صدورهم و تسبب ذلك في خسارتهم للمعركةبعد أن كانوا هم الغالبين في بدايتها.

إن هذا المشهد الحربي يصور هول الشعور بالرعب حين يصاب الإنسان بالغم كقلق حاصل في الزمن الحاضر على مشكلة تسبب في وقوعها،

و نظراً لشدة هذا العقاب النفسي الإلهي الذي كاد يُقطع قلوب الرماة الخمسين و باقي المجاهدين أنزل الله عليهم الرحمة بعد الابتلاء في قوله تعالى :?ثم أنزل عليكم بعد الغم أمنة نعاساً يغشى طائفة منكم?،

لقد أكرم الله تعالى أفراد الجيش الإسلامي بنعمة النعاس في قلب المعركة،

فعن أبي طلحة قال : « غشينا النعاس و نحن في مصافنا يوم أحد، فجعل سيفي يسقط من يدي و آخذه و يسقط

فآخذه » رواه الترمذي و قال حسن صحيح، إن الهدف من النعاس في مثل هذه الأحوال الكئيبة

هو نشر السكينة و الأمان في النفوس .

لقد وصف علماء النفس النعاس بكونه إغفاءة قصيرة خلال النهار لا يفقد الإنسان أثنائها وعيه و إدراكه للواقع بشكل كلي كما يقع في النوم أثناء الليل (لذلك اعتبر الفقهاء أن الوضوء لا يُنتَقض بالنعاس بل يُنتَقض بالنوم)،

و من الحكم الربانية في تسرب النعاس إلى عيون المسلمين في معركة أُحد هو كونه يؤدي إلى الارتخاء العضلي الذي جعل الصحابة يتخلصون من الإرهاق الجسدي و ساعدهم على استعادة نشاطهم و حيويتهم لمواصلة الدفاع عن دينهم،

كما ساهم النعاس أيضاً في تحقيق الارتخاء العصبي لأفراد الجيش الإسلامي الذي حد من تشتت تركيزهم الذهني و خفض من نسبة إفراز هرمونات القلق و التوتر في دمائهم الشريفة مما مكنهم من الثبات و الصمود في مواجهة كفار قريش





mẨřЎặm..εïз غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس