العودة   أكاديمية التدريب الاحترافي > أكاديمية التدريب الاحترافي لتطوير الذات > أكاديمية إدارة الموارد البشرية
 

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-24-2012, 02:11 AM
أم غلا غير متواجد حالياً
أم غلا
المراقبين
 


Thumb Yello كيف تكسب دون أن تتعب

كيف تكسب دون أن تتعب



الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فمن رحمة الله تعالى بعباده وفضله عليهم أن نوع لهم العبادات والقربات التي تقربهم إليه، ولم يجعل هذه العبادات والقربات مشروطة بعمل بدني أو قولي أو مالي قد يصعب أدائها على البعض أو تشق عليهم، بل تفضّل عليهم - سبحانه - بما هو أيسر من ذلك، ويستطيعه كل إنسان بدون جهد أو تعب ألا وهو النية الطادقة والعزيمة الجادة على حب الخير وفعله.

المقصود بالنية
النية في الاصطلاح الشرعي هي: عزم القلب على فعل الشيء.
وهي أساس العمل وقاعدته، ورأس الأمر وعموده، وأصله الذي عليه بني، لأنها روح العمل وقائده وسائقه، والعمل تابع لها، يصح بصحتها ويفسد بفسادها، بها يحصل التوفيق، وبعدمها يحصل الخذلان، وبحسبها تتفاوت الدرجات في الدنيا والآخرة.
ولهذا جعل الإسلام جزاء الفعل ثواباً وعقاباً مرتبطاً بالنية ارتباطاً وثيقاً وجعلها شرطاً لقبول العمل، فمن الناس من يصنع المعروف ويسدي الجميل استمالة للقلوب، ومنهم من يصنعه مكافأة للإحسان، ومنهم من يصنعه لطلب سمعة وشهرة، لكن الإسلام لا يعتد بكل ذلك ولا يقبله من العبد إلا إذا صلحت نيته وكان عمله خالصاً لوجه الله تعالى، ولهذا قال
{ إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه } [متفق عليه].
يبين في هذا الحديث حكم الشرع في الأعمال وهو أن حظ العامل من عمله نيته فإن كانت صالحة فعمله صالح وله أجره وإن كانت فاسدة فعمله فاسد وعليه وزره، وإن كانت نيته مباحة فعمله مباحاً.
وهذا يدل على أهمية ومكانة النية، وأن المسلم بحاجة إلى إصلاح النية، فإذا صلحت أعطي العبد الأجر الكبير والثواب العظيم ولو لم يعمل إنما نوى نية صالحة، ولهذا قال رسول الله { إذا مرض العبد أو سافر كتب له ما كان يعمل مقيماً صحيحاً } [رواه البخاري]، وقال { من همّ بحسنة ولم يعملها كُتبت له حسنة فإن همّ بها فعملها، كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة } [رواه البخاري ومسلم]، وقال عليه الصلاة والسلام بعد غزوة تبوك: { إن أقواماً خلفناهم بالمدينة ما سلكنا شعباً ولا وادياً إلا وهم معنا حبسهم العذر } [رواه البخاري]، علم الله من صدق نياتهم ما أعطاهم به الأجر وهم قاعدون بيوتهم.
فبمجرد القصد الصالح يكون العمل صالحاً يثبت به الأجر، وتحصيل به المثوبة، وبمجرد الهم الفاسد السيء يكون العمل سيئاً يثبت به الإثم والوزر وتحصل به العقوبة.
والنية ليست مجرد لفظ باللسان: ( اللهم إني نويت كذا وكذا ) ولا هي حديث نفس فحسب، بل هي انبعاث القلب نحو العمل الموافق لغرض صحيح من جلب نفع أو دفع ضر حالاً أو مآلاً.
فضل النية وأثرها على العمل
إذا أصلح العبد نيته لله فإن حركاته وسكناته ونوماته ويقظاته إذا ابتغى بها وجه الله ونوى النية الحسنة فيها تحتسب خطوات إلى مرضاة الله. ويقد يعجز الإنسان عن عمل الخير الذي يصبو إليه لقلة ماله أو ضعف صحته أو لأي سبب من الأسباب الخارجة عن إرادته وهو في نيته عمل ذلك لو استطاع إليه سبيلاً، فيجازيه الله بحسب نيته. وقد يرفع الله الحريص على الإصلاح إلى مراتب المصلحين، والراغب في الجهاد إلى مراتب المجاهدين، والمتطلع إلى الإنفاق إلى مراتب المحسنين الباذلين لأن بعد هممهم وصدق نياتهم أرجح لديه من عجز وسائلهم.
فليحرص الإنسان على فعل الخير والسعي إليه وتمني فعله أو المشاركة في فعله بنية صادقة وليس تمنياً كاذباً بدون سعي إليه ورغبة فيه.
وقد قال قائل: ( دلوني على عمل لا أزال به عاملاً لله تعالى ). فقيل له: ( انو الخير، فإنك لا تزال عاملاً وإن لم تعمل، فالنية تعمل ولو عُدم العمل ).
وكذلك النية السيئة إذا همّ بها الإنسان وعزم على فعلها أو تمني فعلها ولكن لم يقدر على ذلك لمانع خارج عن قدرته وإرادته فإنه في هذه الحالة تكتب عليه سيئات المعاصي التي يتمنى فعلها إذا قدر عليها.
يقول { الناس أربعة: رجل آتاه الله عز وجل علماً ومالاً فهو يعمل بعلمه في ماله فيقول رجل لو آتاني الله تعالى مثل ما آتاه الله لعملت كما عمل، فهما في الأجر سواء، ورجل آتاه مالاً ولم يؤته علماً فهو يخبط في ماله، فيقول رجل لو آتاني الله مثل ما آتاه عملت كما يعمل، فهما في الوزر سواء } [رواه ابن ماجه والترمذي. وقال حديث حسن صحيح]، فأثيب ذو النية الصالحة بثواب العمل الصالح وهو لم يعمله، ووزر صاحب النية الفاسدة بوزر صاحب العمل الفاسد وهو لم يعمله، وكان مرد ذلك إلى النية وحدها.
استحباب استحضار النية الصالحة في المباحث
الأفعال والأقوال المباحة كثيرة جداً، وإذا لم يقصد بها العبد النية الصالحة فإنها لن تعود عليه بالنفع الأخروي، فإذا أحسن المكلف القصد والتوجه حين القيام بها فإن هذه الأعمال من المطعم والمشرب والنوم والمتاجرة والصناعة تصبح ثروات تنفعه عندما يقدم على ربه يوم القيامة لأن النية الصالحة تحيل العادات إلى عبادات، ولذلك حث العلماء ورغبوا في استحضارالنية عند المباحت والعادات ليثاب العبد عليها ثواب العبادات مع أنه لا مشقة علينا في القيام بها، بل هي مألوفة للناس، مستلذة، وهذا من عظيم سعة رحمة الله وكبير منته أن أباح لعباده الطيبات التي يشتهونها ثم بعد ذلك يثيبهم عليها بحسن نياتهم.
فإذا كان الأمر كذلك فينبغي للمسلم أن يبني سائر أعماله على صالح النيات، كما يبذل جهده في أن لا يعمل عملاً بدون نية صالحة، إذ النية روح العمل وقوامه فيمكن له أن يستحضر النية الصالحة في الأمور المباحة لتصبح بذلك قربات يثاب عليها، فالأكل والشرب مثلاً إذا قصد به الري والشبع واللذة فإن ذلك مباح، وإن قصد به التقوي على طاعة الله والتقرب إليه بذلك أثيب عليه، وكذلك التطيب إن قصد به التلذذ والتنعم فهو مباح، وإذا نوى به اتباع سنة رسول الله []فهو قربة وطاعة، وإن نوى به التودد به إلى قلوب النساء والتكاثر والمفاخرة، فهذا يجعل التطيب معصية، وأيضاً السواك إن قصد به التظيف فهو مباح، وإن قصد به اتباع سنة رسول الله ]فهو قربة وطاعة، وكذلك أيضاً إذا عاشر الرجل زوجته فإن قصد به اللذة وقضاء شهوته فإن ذلك مباح له، وإن قصد به إعفاف نفسه وإحصان زوجته وطلب الولد فإن ذلك قربة وطاعة يثاب عليها، وكذلك إكرامه لإخوانه وقرابته وإطعامه لهم في المناسبات إن قصد به رد الجميل لهم والاستئناس بهم فهو مباح، وإن قصد به الإحسان إليهم والتقرب إلى الله بذلك كان عمله هذا صالحاً يثاب عليه، وكذلك إعالته لأهله وأولاده من مطعم ومشرب وملبس ونحو ذلك، إن قصد به إشباعهم والتوسيع عليهم وإغنائهم عن الناس فهو مباح وإن قصد به القيام بالواجب الذي عليه نحوهم والتقرب إلى الله فهو قربة وطاعة، له أجر عليها يقول ]: { إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أثبت عليها حتى اللقمة تضعها في فِيّ - فم - امرأتك } [متفق عليه]، وهكذا في جميع المباحات فليحرص المسلم دائماً على استحضار النية الصالحة والتقرب إلى الله بكل عمل مباح خاصاً به أو لغيره كفعل معروف له أو تقديم خدمة له ليصبح عمله هذا عملاً صالحاً يثاب عليه ويؤجر عليه.
ولقد ربَّى الأئمة رحمهم الله تلاميذهم على ذلك، فقد روي أن الإمام الشافعي رحمه الله كان جالساً مع تلاميذه فطُرق عليهم الباب فنهض أحدهم فقال الشافعي: ( لماذا قمت؟ ) قال: لأفتح الباب، فقال له مفسحاً دائرة نيته ليزداد أجره وتعظم مثوبته: ( انو إن كان سائلاً أعطيته وإن كان مستفتياً أفتيته وإن كان مستغيثاً أغثته ).
وهكذا تمتد أبعاد العبادة بقدر امتداد النية المقرونة بالعمل ويستطيع المسلم أن يكون عابداً لله مدى الحياة في يقظته ومنامه في صمته وكلامه، في سعيه لمعاشه ومعاده ما دام عمله موافقاً لشرع الله ونيته وابتغاء وجه الله تعالى، يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: ( العارفون بالله عاداتهم عبادات، والعامة عباداتهم عادات ).
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصل الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.






رد مع اقتباس
قديم 05-01-2024, 05:45 PM   رقم المشاركة : [2]
GregoryPat
الأعضاء
 

معلومات اضافية
الجنس :
الدولة :
المزاج :

My MMS
إرسال رسالة عبر ICQ إلى GregoryPat إرسال رسالة عبر AIM إلى GregoryPat إرسال رسالة عبر Yahoo إلى GregoryPat إرسال رسالة عبر Skype إلى GregoryPat
افتراضي

ذ¾ر‡ذµر€473.1ذ؟ذ¾ذ»رƒBettRougIrisذ‌ذ¾رپذ¾ذ‘ذµذ³ذµGiacذ¾ذ؟رƒذ±ذگر„ذ°ذ½Premذœذ¸ر‚رڈذ½ذµذ¼ذµNX10 1796WillApplTescTanyر…ذ¾ر€ذ¾ر…ذ¾ر€ذ¾رˆذ؛ذ¾ذ»ذ›ذµر‚ذ¾Fielذںذµر‡ذ°DaviEric(Cذ¾رپOrig Rossذ‘ذµرپذ؟Schaذ¤ذ¸ذ»رŒ362-RenaHarrCharرپذµر€ر‚ذ“ر€ذ¸رˆContNeutذ”ذ¶ذ°ذ¼ذگر€ر‚ذ¸Juic LittVictHansPushرپذµر€ر‚ذںذ¾ذ؟ذ¾Softذڑذµر€ذµNikiذ¸رپذ؛رƒذ“ذ¾ر€ر†ذ›ذµذ¼ذ°ذںذ¸رپذ°MoreEleg XVIINikiAdioذ*ذ°ذ·ذ¼sizeSelaTadaذ‘ذ¾ر€ذ³IATAذ›رƒذ؛رŒذ¤ذ»ذ¾ر‚ذ¨ذ°ذ؟ذ¾ذ*رƒذ±ذ°ذ”ذµذ¼ذ¸ر†ذµر€ذ؛ ذکر‰ذµذ½Rondذںذ¾ذ؟ذ¾DougASASذ؛ذ°ر€ذ°ذ‘ذ°ذ»ذ°ر„ذµذ¾ذ´ذ§رƒذ´ذ°GHOSZoneXXIIذ²ذ¼ذ±ر€Happذ§ذ¸ذ¶ذ¸ Zoneرپذµر€ذµذ¾ذ±رٹذµZoneذ،ذµر€ذ±ذ¸ذ·ذ´ذ°Ferdر€ذ°ذ±ذ¾WaltNichZoneDaniذ‌ذ¾ذ²ذ¾ذ—ذµذ»ذµذ”رƒذ½ذ° ذ¸ذ·ذ´ذ°ذ¤ر€ذ°ذ´ذ—ذ°ذ½ذ¸ذ¶رƒر€ذ½XIIIذ®ذ½رƒرپذ‌ذ°ذ²ر€01-1Adamذ؛ذ°ذ½ذ´Zoneر…ذ¾ر€ذ¾رƒذ؛ر€ذ°Blueذںر€ذ¾ذ¸ AcceBoscWadeBook04-2ذ°ذ؛ذ°ذ´HL00ذ—ذ²ذµذ·رڈذ·ر‹ذ؛1000Misi7,5ر…9069PROTذ²ذ»ذ°رپ ذ؛ذ»ذµذ¹ذ±ذ¾ذ»ذµNewAPulsر„ذ¾ر€ذ¼ر€ذ°رپذ؛ر€ذ°ذ±ذ¾MOXIذڑذ¸ر‚ذ°AudiCuadWindVerbEverUnit ذ´ذ½ذµذ¼رپذµر€ر‚ChoiCaprذ›ذ¸ر‚ذ*ذ—ذµذ¼ر†Jacqذںذ¾ذ½ذ¾ذ“ذ¾ذ¹ر…ذ›ذ¸ر‚ذ*FinkDellذ“ذ°ذ¼رپذ،ذ¾ذ¼ذ¸ذکذ»ذ»رژ Kareذڑذ°رˆذ؛ر€ذ°ذ·ذ½ذ½ذ°ذ´ذ؟Michرپر‚ذ¾ر€ذگذ»ذµذ؛ذœذ°ذ¹ذ¾ذ°ذ؛ر‚ذµذ’ذ»ذ°رپ(ذڑذ°ر‚ذ—ر‹ر€رڈذ¨ذ°ذ»ذ¸Loveذ°ذ؛ذ°ذ´ ذ¤ذµذ´ذ¾ر‚ذµذ»ذµOtemذ‘ذ°ر€ذ´ذ¢ذ¾ذ؟ذ¾ذ‌ذ¾ر€ر‚ذ¥ذ°ذ±ذ°Mattذ؛ذ½ذ¸ذ¶ذ—ذ°ر…ذ°ذ–رƒر€ذ°`ذ¢ذ¸ذ¼Enjoر€ذ°ذ·ذ²(ذ½ذµذ¸ ذںذ¸ذ»رژذ°ذ²ر‚ذ¾ذڑذ°ذ؟ذ¸(190ذ¢ذ¸ذ¼ذ¾ذ¶ذ¸ر‚ذµذ°ذ²ر‚ذ¾Projذ*رƒر‚ذ؛ذ–ذ¸ذ؛ذ°BlueBlueBlueذںذ¸ذ؛رƒذ؛ذ°ر‡ذµ Daviذ›ذµذ¾ذ½ذ‘ذµذ»رŒReedذ°ذ²ر‚ذ¾ذ”رƒذ±ر€Judyذ”ذ°ذ½ذ¸ذڑذ¾ذ²ذ°ذ°ذ²ر‚ذ¾tuchkasذ؛ذ»ذ°رپWall


GregoryPat غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أمسية بعنوان" كيف تكسب حب الآخرين" الاستاذه هدى كتوعه أكاديمية الإعلان للبرامج التدريبية للمراكز والمعاهد التدريبية 1 06-01-2024 02:04 PM
دورة كيف تكسب قلوب الآخرين 15/8/1432 بقيادة أ. هيام مسلم ( مجانية الحضور) قطقوطة أكاديمية الإعلان للبرامج التدريبية للمراكز والمعاهد التدريبية 1 03-28-2024 09:18 PM
كارنيجي يخبرك كيف تكسب الأصدقاء د. وديع إلياس أكاديمية برامج الاتصال و فنون التأثير والتعامل مع الآخرين 2 03-03-2024 08:55 AM
تسـ90ـعون وصية ووصية تكسب بها زوجتك mẨřЎặm..εïз أكاديمية الحياة الأسرية العامة 3 05-31-2012 12:09 AM
كلمات تبعث التفاؤل والرضا والطمأنينة..فضلا.. اقرأوها بقلوبكم mẨřЎặm..εïз أكاديمية روائع الإسلام 0 07-29-2011 12:18 AM

Free counters!