|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||
|
||||||
مواصفات إدارية للنجاح الإداري المستقبلي
.المدير المطلوب لتحقيق إنجازات حقيقية في قرننا الجديد هو ذلك المدير الكفؤ الذي يتحدى حالة الرضا عن النفسوالتصالح معها، ويبدي اﻻستعداد لقيادة معاونيه بطريقة صحيحة إلى اﻹنجازات. ومن صفاته أنه يعترف بالمشكﻼت،ويغتنم الفرص، ويشكل مستقبله. وليس كونه متمردا على اﻷساليب التقليدية يعني أنه متهور، بل على العكس، فهويقف في كل محطة ليفكر في المكان ــ الهدف ــ الذي يقصده، ثم يبذل الجهد الذي يبلغه هذا الهدف. وتتعدد صفات ذلكالمدير الناجح، ولكنها تجتمع في كونها تمكن هذا المدير من قراءة المستقبل ليصنع نجاحه.يشير أحدهم نحو رئيسه وهو يقول: »إن هذا المدير إنسان على مستوى عال من الكفاءة.. إنه أفضل مدير أعمل معهفي حياتي!«. كما قد يشير موظف آخر نحو رئيسه وهو يقول العكس تماما وينعته بسوء اﻹدارة والضعف ونقصالكفاءة. نحن إذن بين نموذجين من المديرين، اﻷول متمرس وخبير وكفؤ، واﻵخر على النقيض من ذلك تماما.والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن في هذا الصدد هو: ما هي مواصفات المدير الناجح وكيف يكتسب تلك المواصفات؟
والخطوة اﻷولى نحو اكتساب تلك المواصفات هي الفطرة السليمة والحكم على اﻷمور بصورة صائبة وحصيفة، أيب اختصار ما يطلق عليه التعقل. ولكن هذا التعقل ليس شائعا، ولهذا السبب بالتحديد نستعرض بعض اﻷفكار المتعلقةوغير الشائعة حول موضوع اﻹدارة الفعالة والمدير الكفؤ!ولعل التحدي اﻷول الذي يواجه المدير الجديد هو أنه ﻻ يفكر حقيقة في اﻷمور اﻹدارية، ﻷنه وببساطة ﻻ يدرك ماهيتها. وباختصار فإن اﻷمور قد تسؤ ليس ﻷن المدير شخص غير حصيف، ولكن ﻷنه لم يفكر في تلك اﻷمور. ومنأهم أسس اﻹدارة التوقف بين الفينة واﻷخرى لطرح اﻷسئة الصحيحة، حتى يتسنى للتعقل والحصافة أن تقدم الحلولواﻻجابات الصحيحة.وعندما يتبوأ المدير منصبه، فإنه يختار أسهل الخيارات، وهو أول الخيارات دائما، أي يفعل ما يتوقع منه. فهو جديدوحديث عهد باﻹدارة، لذا فإن الجميع سيتفهمون. ويمكنه أن يتعلم من خﻼل اﻷخطاء التي يرتكبها، وقد يستثمر أكبرقدر من الوقت في إنجاز بقية أعماله، تلك اﻷعمال التي يجيد أدائها وما تلك اﻷمور ــ اﻹدارية ــ اﻹضافية إﻻ مدركاتذهنية، يجب التعامل معها كيفما تستجد وحينما تنشأ.وعندما يصبح المدير مديرا فإنه يفرض رقابة على مسؤولياته هو، أو جزء منها إن لم يكن كلها. وبإمكانه أن يغير مناﻷشياء، أو ينجز اﻷعمال بطريقة مختلفة. وللمدير سلطة مطلقة في التأثير على نمط أداء الموظفين، ويمكنه أن يشكل أسلوب العمل الخاص به والذي يميز إدارته عن اﻹدارات اﻷخرى.وعندما يتقلد المدير منصبه ﻷول مرة فإن الجميع سينظرون إليه بتوجس وريبة. والبداية دائما صعبة، وقد ﻻ ينظرالمدير لنفسه وكأنه المنقز أو مفجر الثورة، إﻻ أن الموظفين يرسمون هذه الصورة في أذهانهم ويقاومون أية محاولةللتغيير. وهنا يتعين على المدير أن يقنع معاونيه بأن التغيير الذي يسعى آليه إنما هو في مصلحتهم وسوف لن يضرهم.وقد يقتنع الجميع بذلك ويظهرون قدرا عاليا من التعاون. وهناك ثﻼثة أنماط من المديرين، يتميز كل منهم بمواصفات خاصة تحددها ذهنية إدارية مختلفة. وهذه اﻷنماط هيكالتالي:ــ المدير المخطط، أي ذلك الذي يضع أو يشكل رؤية مستقبلية على المدى البعيد، وكلما صعد درجات السلم الوظيفيكانت نظرته بعيدة. وفي الوقت الذي يركز فيه بقية الموظفين على إنجاز مهام محددة وفي إطار زمني محدد، يتعينعلى المدير أن ينظر إلى اﻷمام حتى يتسنى له تحديد اﻷهداف والتأكد من سﻼمة اختيار اﻷهداف.ومن خﻼل التفكير في مخرجات ونتائج مختلف الخطط، يستطيع المدير اختيار الخطة التي تنسجم مع مهاراتوقدرات الموظفين ويعكف على تنفيذها، وعندما ﻻ يفكر المدير في متطلبات واحتياجات المشروع التالي فقط، بل وفيمتطلبات المشروع الذي يليه، فإنه يطمئن إلى عدم تكرار العمل، إضافة إلى التأكد من توفير كل الموارد المطلوبة. ــ المدير المؤثر، أي ذلك الذي تتاح له فرصة اﻻطﻼع على المعلومات والبيانات التي يكون أعضاء مجموعة العملبحاجة إليها. ويتميز هذا النمط بنفوذ وسلطات تمكنه من الحصول على أشياء ﻻ يستطيع أعضاء المجموعة الحصولةعليها. وهذا النمط من المديرين ضروري للغاية ﻷنه ما من أحد آخر يمكن أن يحصل على ما يحصلون عليه، وهناكما يميزه عن اﻵخرين. ويتعين على هذا النمط توظيف السلطة والنفوذ في مساعدة أعضاء المجموعة على إنجازأعمالهم. ــ المدير الدرع الواقي الذي يحمي الموظفين من أهواء وتقلبات المديرين غير اﻷكفاء، ففي أية مؤسسة تحدث بعضاﻷمور التي تجعل الموظفين ينحرفون عن الموضوعات الرئيسة. ولهذا ﻻبد للمدير من أن يتصدى لهذه الممارساتحماية ﻷعضاء المجموعة. وإن تم تكليف المجموعة بإنجاز مشروع جديد، يتعين على المدير أن يقوم بإجراء تحليللﻺطار الزمني ﻹنجاز المشروع ليتأكد من إمكانية إنجازه في الفترة المحددة. وإن تقدم أحد أعضاء المجموعة بخطةجيدة، يجب على المدير أن يتقبلها بصدر رحب، ويطمئن إلى أن أعضاء المجموعة يتفهمون نتائج تلك الخطة. كمايتعين عليه أن يعمل على حل المشكﻼت التي تواجه أيا من أعضاء المجموعة.وتلك أنماط تكاد تكون رسمية، فإن كنت من المديرين الذين يفضلون التعامل بالرسميات فهي ستكون كافية. أما إن كنت من المتمردين على كل ما هو رسمي، فيمكن أن تجد البديل. وهنا يتعين على المدير أن يتمتع بالقدرات والمهارات التالية، والتي تشكل المواصفات التي تميزها عن اﻵخرين:ــ القدرة على التصور وتشكل الرؤية السلمية، ولعل هذه الصفة تميز المدير الناجح، فمن بين كل مفاهيم اﻹدارةالعصرية، تناولت مجموعة هائلة من الدراسات والكتابات مفهوم الرؤية. وبطبيعة الحال فقد تناولها الكتاب والباحثونمن زوايا مختلفة ومن منطلقات متباينة، وإحدى أهم تعريفات الرؤية هو القدرة على استقراء المستقبل، كأن تقول:»لقد كانت رؤيته سليمة عندما توقع انهيار السوق«. وهذا التعريف ﻻ يفيد المدير في شيء مادام أن الحقائق الملموسةﻻ تعرف إﻻ من خﻼل طبيعتها، ومادمنا نتحدث عن مستقبل المدير.والتعريف الذي نفضله هو أن الرؤية فكرة واضحة عما يجب أن يكون عليه المستقبل، وهذا تعريف ﻻ عﻼقة له بالتوقعات أو اﻻستقراءات، ولكنه ذو صلة وثيقة باﻷمل والحلم. إنه النقطة التي يلتقي عندها أعضاء المجموعة، إنه بؤرة نشاطهم التي توفر لهم الباعث بعيد المدى الذي يوحد جهودهم وأفكارهم. ويجب أن تكون الرؤية مثيرة حتى يلتئمحولها أعضاء المجموعة وتكون القاسم المشترك الذي يجمعهم. ويترتب على هذا أمران، هما:ــ اتخاذ قرار حول قيادة المجموعة.ــ إشاعة الرؤية وسط أعضاء المجموعة.وإشاعة الرؤية أو نقلها إلى الموظفين ﻻ تعني تزيين جدران المكتب باﻷرقام والرسومات البيانية، ولكنها تعني إتاحةالفرصة لﻸعضاء لكي يستوعبوا الرؤية ويتخيلونها ويتقاسمونها مع المدير. ولكي تكون الرؤية جديرة باﻻحترام يجب أن تكون هاديا ومرشدا للقرارات واﻹجراءات التي يقوم بها أعضاء المجموعة.والرؤية مفهوم متشابك يصعب تحديده بصورة قاطعة، وقد تكون غير عملية. ولهذا فهي بحاجة إلى خطوة أخرىتساعد في نقلها ونشرها وسط أعضاء المجموعة. وعندما يتم تشكيل الرؤية يتم التعبير عنها بهدف واضح ومحدد، أيةمهمة. والرؤية والمهمة مفهومان متﻼزمان. والمهمة عادة صعبة ولكن يمكن تحقيقها من خﻼل بذل ما يكفي من جهد،وتتطلب المهمة تحديد إطار زمني محدد ﻹنجازها.ويعتمد مدى الرؤية على وضعية المدير داخل الهيكل الوظيفي، وكذلك اﻹطار الزمني ﻹنجاز المهمة. فرؤوساءمجالس إدارة المؤسسات متعددة الجنسيات يجب أن يتميزوا بنظرة مستقبلية تتجاوز في مداها نظرة مديرالمشروعات.وقد يضعون خططا استراتيجية على مدى ربع قرن من الزمان، أما هو فﻼ يفكر إﻻ في إنجاز المشروع الحالي. وهكذا فإن المدير الجديد يكون بحاجة إلى مهمة يمكن إنجازها خﻼل سنة أو سنتين.وإن تركزت أفكار المدير حول إنجاز مهمة، فاﻷفضل له أن يفكر في الجودة أيضا مادام يمكنه أن يبني عليه إنجازاته،وبالمثل يمكن إدراج أي من عناصر اﻹدارة الفعالة ضمن إطار المهمة. فعلى سبيل المثال إن كانت المجموعة تعمل في مجال تصميم المنتجات، فقد تكون مهمة المدير هي أتمتة إجراءات اختيارات المنتج بدءا من المنتج التالي، أوبشكل عام قد تكون مهمة مجموعة العمل خفض الوقت الذي تستنزفه اﻻجتماعات إلى النصف خﻼل فترة ستة أشهر.إذن فالمهمة هي عمل معين يتعين إنجازه في إطار زمني محدد.وبعد استكمال عملية تحديد المهام، يتم اﻻنتقال إلى مرحلة تشكيل أو نشر الرؤية، وهنا تتم صياغة أو تحديد النتائجالمرجوة. وليست هناك أية ضرورة لﻺعﻼن عن الرؤية أو وضعها على لوحة اﻹعﻼنات. ولقد عفى الزمن عن هذهالممارسات البالية. وإن لم يتمكن المدير من نشر الرؤية من خﻼل أقواله وأفعاله، فهذا يعني أنه ﻻ ينفذها شخصيا.والرؤية هي القوة الدافعة وعندما يتم تشكيلها يجب العمل على ضوئها واتخاذ أية قرارات استرشادا بها.ــ التبصر والبصيرة، أي المعرفة المسبقة بأحداث المستقبل، ويتوقع من المدير كدرع واق أن يعرف مسبقا اﻷحداثالخارجية التي يمكن أن تؤثر على مجموعة العمل. ومفتاح هذه المعرفة هو المعلومات التي تنقسم إلى ثﻼثة أنواع:ــ معلومات مسموعة.ــ معلومات تم جمعها.ــ معلومات تم استنتاجها.والمعلومات عنصر حاسم، حيث كشفت الدراسات حول عمليات صنع القرار في المؤسسات التجارية أن القراراتالحاسمة والسريعة ليست نتيجة للحدث أو كفاءة القيادة، وإنما نتيجة وجود نظام معلومات متكامل. والمدير الذي يلمبالمعلومات هو الذي يستطيع اتخاذ القرارات الفعالة.وجمع المعلومات ﻻ يكفي في حد ذاته، إذ ﻻبد من تحليلها والتعرف على محتوياتها. وقد تكون عملية توقع واستقراءالخطوات المنطقية المقبلة من خﻼل تحليل المعلومات خطيرة للغاية. ولهذا ﻻبد من التبصر في توقع ما سيحدث خطوةخطوة.وأحد اﻷسالي |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مواصفات إدارية للنجاح الإداري المستقبلي | أم غلا | أكاديمية إدارة الموارد البشرية | 1 | 05-04-2024 02:15 PM |
إتجاهـات حـديثـة في الفكــر الإداري | أم غلا | أكاديمية إدارة الموارد البشرية | 1 | 05-01-2024 05:16 PM |
القرار الإداري تعريفه وأركانه | أم غلا | أكاديمية إدارة الموارد البشرية | 2 | 11-24-2023 02:40 AM |
إتجاهات حديثه في الفكر الإداري | أم غلا | أكاديمية إدارة الموارد البشرية | 3 | 11-19-2019 09:02 AM |
مواصفات إدارية للنجاح الإداري المستقبلي | أم غلا | أكاديمية إدارة الموارد البشرية | 0 | 03-13-2013 05:12 PM |