|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||
|
||||||
خطوات إتخاذالقرار الصحيح
نتخذ القرار لنحقق أمراً نريده في حياتنا، أو لنخرج من مشكلة تواجهنا. وهذه القرارات التي تُتخذ قد تكون قرارات مصيرية تؤثر في حياة الشخص كالطﻼق فهو قرار صعب ﻷن تأثيره يتعدى على جميع أفراد اﻷسرة وقد يلحق بهم الضرر، وكاﻻلتحاق بكلية واختيار التخصص فهو قرار صعب ﻷن تأثيره يستمر معك مدى الحياة. وهناك قرارات ﻻ تؤثر كثيراً كاختيار وجبة الغداء أو الذهاب لبعض اﻷصدقاء. فالقرارات تتفاوت في درجتها وخطورتها ولهذا ﻻبد أن تكون هناك آلية صحيحة يستخدمها المرء في اتخاذ القرارات وخصوصاً القرارات المصيرية التي يترتب عليها تغيير مواقف وبناء حياة. وبقدر ما يكون المرء قادراً على اتخاذ القرار الصائب بقدر ما يكون نجاحه.ونحن نرى كثيراً من الناس دقيقين جداً في تجميع المعلومات، ووضع اﻷسئلة، ودراسة اﻷحوال والمتغيرات. ولكن عندما تأتي لحظة القرار فإنهم ﻻ يعرفون إﻻ طريقاً واحداً، وهو اﻻرتجالية وسرعة البديهة. والقرار البديهي ليس مذموماً مطلقاً بل هناك حاﻻت تتطلب من المرء أن يتخذ فيها قراراً سريعاً، كالقضايا الطارئة فالدكتور يتخذ قراراً في صرف الدواء للمريض ويتطلب أن يكون القرار سريعاً لكنه يجب أن يكون مبني على علم مسبق. وعند اتخاذ قرار مبني على البديهة فإننا في الغالب ﻻ نلتفت إلى الماﻵت وما يترتب على ذلك من نتائج وإنما نعيش اللحظة اﻵنية فنتخذ القرار متأثرين بالعوامل التي تحيط بنا. إن صناعة القرار ﻻ يعتمد فقط على البديهة أو الحدس وإنما تبنى كذلك على إجراءات تساعد على اتخاذ القرار الصائب. وهنا اذكر بعض اللمح بشكل مختصر في عملية اتخاذ القرار.خطوات اتخاذ القرار:
أوﻻً: اجعل لك إطاراً،*واﻹطار بمعنى أن يكون لديك معياراً يجعلك تفضل قرارا على آخر. فقرارك ﻻبد أن يتفق مع مبادئك فﻼ تغيب أهدافك وقيمك وطموحاتك وقت تناول القرار. فصانع القرار الجيد ينظر إلى الحكم الشرعي، وإلى اﻷهم والمهم، وإلى التأثيرات اﻹيجابية والسلبية. فأسأل قبل اتخاذ القرار: هل القرار ومخرجاته تتﻼءم مع مبادئ؟ هل هذا القرار الذي سأتخذه يحقق شيئاً من أهدافي؟ هل هذا القرار يدفعني إلى اﻷمام ؟ بعد هذه اﻷسئلة وغيرها سيتغير تعاملنا مع الحدث . فﻼبد أن نربط بين القرار وبين الغاية والهدف كي تنتظم حياتنا وتسير كلها في مسار واحد بعيدة عن الشتات. إننا أحياناً نتخذ قرارات ﻻ تحقق أهدافنا ﻷننا نعيش في غفلة عن أهدافنا ، أو بعبارة قاسية إنه ليس لدينا أهدافا واضحة نريد تحقيقها والوصول إليها. فقراراتنا يفترض أن توجه أهدافنا وغاياتنا. *ثانياً: أعط نفسك فرصة للتفكير والتأمل، حاول أن تفكر بهدوء وعقﻼنية فاﻻبتعاد عن اﻻنفعال والسيطرة على النفس من أصعب ما يكون ولكن ﻻبد من ذلك ﻻتخاذ قراراً صائباً. ابتعد عن اتخاذ القرار وأنت سيء المزاج كي ﻻ تتخذ قراراً خاطئاً. وقد جاء في الحديث " لَا يَحْكُمْ الْحَاكِمُ بَيْنَ اثْنَيْنِ وَهُوَ غَضْبَانُ[1]" كل هذا بسبب أن ﻻ يكون قراراه خاطئا. ابتعد عن اﻻستعجال فالتأني من الله و العجلة من الشيطان[2]. توقف قبل أن تصدر حكماً أو تتخذ قراراً، تأمل في آثار القرار، فﻼ تجعل اللحظة تسيطر عليك بل أرحل إلى المستقبل وتأمل في هذا القرار فقد يكون هناك أمراً لم تراه. فﻼ تستعجل كن متأنياً وخصوصاً في القرارات المصيرية التي يترتب عليها تبعات كبار، حاول أن تسجل كل ما يمكن من اﻹيجابيات والسلبيات المترتبة على اتخاذ القرار من عدمه. توقف: وأسأل: ما أصعب شيء في اﻷمر؟ هل بهذا القرار تزيد اﻷمر صعوبة أم ﻻ؟ هل القرار الذي اتخذته يؤثر على قرارات أخرى؟ *ثالثاً : افهم الموضوع جيداً،*المفهوم الخاطئ يعطي قرارا خاطئاً. فهذا إبليس عندما أمره الله بالسجود ﻵدم اتخذ قراراً خطيراً وسيئاً وهو الرفض وذلك نتيجة لمفهوم خاطئ لديه أنه خير من آدم " أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ " فكيف يسجد لمن هو أدنى منه. ولو كان لديه فهماً صحيحاً كان عليه أن يطيع أمر الله تعالى بصرف النظر عن الحكمة أو السبب وراء ذلك. لذلك حاول أن تتفهم الموضوع أكثر وذلك بالسؤال واﻻستفسار والمناقشة والتأمل .رابعاً: استفد من تجاربك وخبراتك،*تجاربك الشخصية تمنحك القدرة لمعرفة القرار الصحيح من الخاطئ فقد يكون في ماضيك قرارات كثيرة خاطئة ولكن ﻻ تجعلها تحطمك أو تمنعك من اتخاذ قرارات جديدة فالماضي قد ذهب ودع نظرك دائماً للمستقبل، استفد من تجاربك في عدم الوقوع في قرار خاطئ آخر مماثل فقد جاء في الحديث" ﻻ يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين [3]" وأنا أجزم أنك إذا استثمرت تجربتك وخبراتك الذاتية فإنك ستكون ــ بإذن الله تعالى ــ ناجحاً بقدر كبير في اتخاذ القرار. وﻻ يشترط في التجربة السابقة أن يكون الشخص أحد أطرافها فتجارب اﻵخرين هي عبرة وعظة لنا إذا أحسنا اﻻستفادة منها، فالحياة تتكرر فيها اﻷحداث بصور متنوعة ــ في شخوصنا أو في شخوص اﻵخرين ــ وإن كانت في المضمون واحدة. إننا إذا جعلنا تاريخنا وتاريخ اﻷفراد واﻷمم تجارب لنا فقد ساعدنا أنفسنا وأعطيناها الفرصة على اختيار القرار الصائب ـ بإذن الله تعالى ـ خامساً: شاور غيرك،*التغذية الراجعة لها دور مهم في اتخاذ القرارات وخصوصاً الحرجة منها. فمشاورة اﻵخرين واﻻستفادة من عقول أهل الخبرة والعلم يزيد المرء بصيرة وقدرة على اكتشاف اﻹيجابيات والسلبيات. ونحن نظن أننا نملك المعلومة والخبرة الكافية في اتخاذ القرار ولكن عندما نشاور اﻵخرين نكتشف أننا نفتقد كثيرا من المعلومات والخبرات. والمشاورة ليست قدحاً في العقل أو دﻻلة على عجز المرء على عدم اتخاذ القرار؛ كﻼ، بل من كمال العقل ورجحانه أن يشاور الثقات فالله عز وجل قد أمر أكمل الخلق عقﻼ ورشداً أن يشاور من هو دونه في العقل. وقد امتثل عليه الصﻼة والسﻼم فشاور الصحابة الكرام في قضايا كثيرة حتى في أخص أموره ففي الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد حين استلبث الوحي يستشيرهما في فراق أهله ـ يعني عائشة رضي الله في حادثة اﻷفك ــ فأما أسامة فأشار عليه بالذي يعلم في نفسه من الود لهم. فقال أسامة: أهلك يا رسول الله وﻻ نعلم والله إﻻ خيرا. وأما علي بن أبي طالب فقال: يا رسول الله لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير، وسل الجارية تصدقك. فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة، فقال :"يا بريرة هل رأيت فيها شيئا يريبك" فقالت بريرة: ﻻ ... إلى آخر الحديث[4]. ولو أن الناس اتخذوا هذا المنهج النبوي المثالي وشاوروا قبل أن يطلقوا زوجاتهم لقلة نسبة الطﻼق بدرجة كبيرة. فالعاقل من يجعل هناك نافذة للمشاورة واﻻستفادة من آراء وفكر اﻵخرين. *سادساً: ﻻ تخاف من الخطأ،*فليس صحيحاً أن تكون جميع قراراتنا صحيحة. ولكن الصحيح والمطلوب أن نبذل جهدنا في اتخاذ القرار الصحيح فإن وفقنا فالحمد لله تعالى. فالخطأ ﻻبد أن نراه كجزء من حياتنا الطبيعية فنحن لسنا معصومين من الخطأ، ولكننا نحاول بقدر اﻹمكان تقليل نسبة اﻷخطاء التي نسقط فيها. فحسن أن تهيئ نفسك لبعض المغامرات في حياتك، إذ أن كل نجاح نشاهده ــ في الغالب ــ بدأ بفكرة فيها نوعاً من المغامرة. وإذا أخفقت في اتخاذ القرار فﻼ تحطم نفسك وتزدري عقلك ولكن قل هذه تجربة استفدت منها في عدم السقوط في مثلها في قادم اﻷيام، فاجعل الخطأ في اتخاذ القرارات هو فرصة تعلم لك فﻼ تضيعها. سابعاً: القرار الصائب يكون بمعرفة المآﻻت،*فمعرفة السلبيات واﻹيجابيات والموازنة بينهما تمنح المرء القدرة على اتخاذ القرار المناسب. إننا عندما نغفل عن ما يترتب على قراراتنا من سلبيات فإننا نسقط في حفر جانبية كبيرة تجعلنا نقف أو نرجع القهقرى. ويمكن معرفة الماﻵت بجمع معلومات وبدراسة اﻻحتماﻻت المترتبة على قرارنا والرؤية المعتدلة لﻸمور دون تغليب جانب على آخر. وعند جمع المعلومات عليك أن تقبل نقص المعلومات؛ إذ ﻻ يشترط عند اتخاذ القرار أن تكون لديك المعلومة مئة بالمئة فهذا أمر متعذر، فاتخاذ القرار فقط عند توفر المعلومة أو الحقائق أو الحصول عليها كاملة دائماً يكون فيه حرج وصعوبة لذلك ضع خطاً أدنى للمعلومات المناسبة التي تمنحك القدرة على اتخاذ القرار. فتسأل: كم من المعلومات احتاجها؟ اجعل لك حداً أو نسبة تقريبية لكمية المعلومات المطلوبة، فهل تحتاج إلى 70% أو 90%، وكلما ازدادت النسبة كلما تطلب مزيداً من الوقت ﻻتخاذ القرار ، وقد تتطور اﻷحداث بسبب عدم تفاعلك بسرعة مع اﻷمر. وأنت تتخذ أصغ إلى عقلك وقلبك فإن وجدت أن مشاعرك وعواطفك ﻻ تنجذب إلى هذا القرار وأن هناك ممانعة فتوقف وتأمل أكثر فربما هناك صواعق مختبئة في الغيوم. ثامناً: تحمل مسؤولية قراراتك، عند اتخاذ أي قرار تحمل مسؤوليته وما يترتب عليه من نتائج، وقد يكون تحمل المسؤولية أمراً مرعباً ويجعل المرء يتوقف عن اتخاذ أي قرار مؤثر، إﻻ إن اﻹنسان ﻻ يمكنه أن يغير أو يتطور أو يؤثر مالم يتخذ مثل هذه القرارات القوية ويتحمل نتائجها. لذا من المهم نتعلم عمليات اتخاذ القرار وتحمل نتائجها فﻼ نفصل بعضها عن بعض ، وإن تخلينا عن نتائج قراراتنا فإننا بذلك نفقد التغذية الراجعة وقدرتنا على تصحيح اﻷخطاء وتطوير الذات وتقويمها مما يفقدنا القدرة على اتخاذ قرارات جيدة في المستقبل. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
عشرة خطوات لتخطيط إستراتيجة الوقت | أم غلا | أكاديمية إدارة الموارد البشرية | 4 | 05-21-2024 02:50 PM |
كتاب خطوات للعيش بسلام | خلود المشاع ـــر | أكاديمية الكتب والأبحاث الإلكترونية | 53 | 05-10-2024 10:08 PM |
خطوات إعداد نظام القدرات الوظيفية | أم غلا | أكاديمية إدارة الموارد البشرية | 1 | 12-07-2023 10:11 PM |
خطوات إعداد نظام القدرات الوظيفيه | أم غلا | أكاديمية إدارة الموارد البشرية | 1 | 12-06-2023 01:24 PM |
خطوات إتخاذ القرار الصحيح | أم غلا | أكاديمية إدارة الموارد البشرية | 0 | 05-30-2012 04:57 PM |