[size="5"]على الرغم من اﻷهمية واﻻهتمام الذي يجب أن تلقاه وظيفة المدير في المؤسسات من حيث التدريب والتطوير، إﻻ أننا قلما نلقى إحدى المؤسسات المهتمة بتدريب مديريها ﻻ سيما بالشكل السليم، ففي أغلب اﻷحيان يكون اﻻهتمام اﻷكبر بالموظفين، وحتى إن تم تدريب وتطوير المديرين يكون من خﻼل برامج تدريبية إما عامة أو تركز على المهارات التقنية بدﻻً من المهارات الشخصية، فاﻹدارة يجب أن تعمل على إبراز أفضل الطاقات الكامنة داخل البشر ومن ثم تنميتها وتطويرها، بدﻻً من إغراقهم بالمعلومات التقنية.ولذلك فالمديرون يتطلب منهم التركيز دائمًا على أدائهم وأسلوبهم في اﻹدارة محاولين استخراج أفضل ما لديهم هم وموظفيهم حتى وإن عملوا في إطار سياسات وإجراءات وإرشادات صعبة أو غير أخﻼقية.ولعل المديرين حديثي التعيين هم أصعب الموظفين في عملية التدريب أو المساعدة، وهناك العديد من اﻷسباب وراء ذلك منها مثﻼً أن المديرين وخاصة حديثي الترقية منهم لديهم وقت ضئيل لطلب المساعدة من أجل التحسين والتطوير وذلك ﻻنشغالهم بمناصبهم، أو لعدم رغبة أغلب المديرين في اﻻعتراف بنقاط الضعف الخاصة بهم أو في أوجه القصور الوظيفية والشخصية لديهم حتى ﻻ تتغير أو تسوء صورتهم أمام مرؤوسيهم أو رؤسائهم، حيث يشعر العديد من المديرين بأن اﻻعتراف بنقاط الضعف لديهم إقرار بعدم الكفاءة مما يعد تحجيمًا لحياتهم المهنية، رغم أن أكبر المديرين وأنجحهم هم من يتصفون بالمصداقية والثقة بالنفس لﻼعتراف بأوجه القصور أو نقاط الضعف لديهم.وتظهر اﻷبحاث والدراسات التي أجريت حول هذا الموضوع أن اﻹلمام بنقاط الضعف، وفهمها، واﻻلتفاف حولها، من أكثر عوامل نجاح المديرين، فكم رأينا من مديرين يكتسبون الدعم والتقدير الذي يستحقونه من خﻼل التصرف بطبيعتهم الحقيقية والتواضع بدﻻً من الغرور أو التظاهر؟![/size]