مواقف التدريب والمناخ المساند لعملية التدريب

[د. وديع إلياس]

مواقف التدريب والمناخ المساند لعملية التدريب

يمكننا أن ننظر إلى مواقف التدريب على أن لها أبعاد متباينة كل له أثره المتميز عليها، وأن حصيلة تفاعل هذه الأبعاد لها أثرها الكلي على المواقف التدريبية يزيد على مجموع الآثار المترتبة على كل بعد بمفرده.
ويتكون الموقف التدريبي مما يلي من عناصر أو أبعاد رئيسية هي: جماعة التدريب (المتدربين)، قاعات التدريب، عملية التفاعل وتهيئة المناخ المساند، النظام العام لإدارة البرامج وأثره على شروط إقامة التعلم.
ويشترط لكفاءة مواقف التدريب تحقيق عوامل محددة حتى تؤتي عملية التعلم الفردي نتائجها المتوقعة منها في إكساب الفرد المعرفة والقدرات المستهدفة، وترتبط هذه الشروط بكل بعد من أبعاد الموقف الكلي للتدريب فمنها ما يختص بموقف التفاعل بين المدرب والمتدرب، ومنها ما يختص بقاعات التدريب، ومنها ما يتعلق بجماعة التدريب، ومنها ما يتعلق بالنظام العام للبرامج وإدارتها، وكل من هذه العوامل يعتبر عاملا مباشرا له أثره على كفاءة عملية التعلم الفردي في مواقف التدريب وبالتالي على كل من طرفيها وهو المتدرب والمدرب. فلها بالطبع أثرها على موقف المتدرب من عملية التدريب ودافعيته في تحقيق أهدافها، وعلى علاقته بالمدرب.
ولها أثرها على المدرب، سواء في أسلوب تدريبه أو معنوياته أو موقفه واتجاهاته نحو العملية التدريبية، ويتحدد تبعا لذلك مدى نجاح عملية التدريب في إكساب الفرد القدرات والسلوك المرغوب فيه، وفي مواجهة ظاهرة مقاومة التعلم والتغيير لدى المتدربين، كذلك الحال بالنسبة لباقي أبعاد الموقف التدريبي بما في ذلك النظام العام للبرامج وإدارتها وذلك أن النظام والإجراءات التي تسير عليها إدارة البرامج تخلق مناخا عاما ينسحب داخل قاعات التدريب ويلازم المتدرب في مواقف تفاعله مع المدرب أو مع أحد أعضاء جماعة التدريب، كما يؤثر في موقفه تجاه عملية التدريب ومحتواها من المواد التدريبية، ولا غرابة في ذلك عوامل المناخ التدريبي سواء داخل قاعات التدريب أو خارجها.
وسوف نقصر بحثنا على "جماعة التدريب"، "والنظام العام لإدارة البرامج"، "وقاعات التدريب" لنوضح أثرها على مواقف التدريب والمناخ المساند لعملية التعلم، أما "عملية التفاعل" فسوف نعرض لها بعد ذلك عند تناولنا لدور "المدرب" هذا العنصر الحيوي في العملية التدريبية.