|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||
|
||||||
وقائع محاكمة قلم شاعر
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=right]***
غادرت بلادي.. كي أُطْلق عينيَّ تنادي كيف تريد و كيف تشاءْ كي أكتب شعرًا يشفيني لا يتعب عين الرقباءْ كي أخلد لسُكونٍ أَبَدِيٍّ لمكان يسلبني حزني يكفيني شرَّ الغرباءْ فجلست لكي أنشد شعري تحت غصونٍ ورديةْ و ملأت الكون بألحاني حبًّا و أغانٍ أبديةْ فانتصف الليل و أشعاري لا زالت تمنحني نوري و سهادي يمنحني ناري فشردت عن الكون الواسعْ كي تنسى عيناي الواقعْ يكويني بدماءٍ عربيةْ كي أبحث عن حلمي الضائعْ عن أشلاء الحريةْ فاخترقت ضوضاء شرودي و وجدت جنودًا أخذوني للسلطان و رموني عند الديوان كان مهيبًا و عظيمًا ترتجُّ لمرآه الأكوان لكنه في نظري يشبه جحْرًا للجرذان! فنهضت عن الأرض و قمْتُ و تقدمت إليه و قلتُ: أحسبني أخطأت مكاني لقصورٍ ليست لزماني لكن جنودك أسروني جلبوني و الناس نيامْ و إليكم أرفع مظلمتي باسم الله ثم باسم الحق و بالإسلامْ صرخ السلطان: - جاءت لبلادي أخبارٌ عن شعرٍ أنشد بمكانٍ لا يصلح بين الأشعار عن قلمٍ يرفض سلطاني يتكلم باسم الأحرار و يثور بوجه الإعصار.. - لم يفعل قلمي!! لم يفعلْ! - قل ماذا كنتَ تقول و تعملْ؟ - كنتُ أغنّي للحرية.. للمستقبل - آلحرية في عهدي؟ - كلا مولاي!! الحرية لا تعني أن تسلب أنفاسي منّي أن تحكم عقلي و خيالي باسم الإيمان الحرية لا تعني جلاّدًا يرأسُ محكمةً أو سيفًا يمخُرُ أوصالي و سجونًا في كل مكان! الحرية مِلْكُ يميني لا مَلِكًا منّي ينزعها أو مُلْكًا عنها يغريني كلاّ مولاي.. - قل من عَلَّمَكُمْ هذا المعنى؟!! - كل قواميس الإنسان فالحرية لفظٌ تعرفُهُ كُلُّ الأديان - فلْيُحْرَقْ ذاك القاموس و لْتُمْحى كُلُّ الأديان من علمكم هذا المعنى؟! - علمني شعري.. و قيود الظلم تحاصرني و سجون القمع تطاردني و سيوف القهر تعاورني في كل مكان! علمني شعري أن أصرخ لا أخشى جور السلطان إن كان لِيَ السجن المأوى أو كان لِيَ القبر المثوى أو رمسًا خلف القضبان - سنمزِّقُ أشعارك و سنمحو كلَّ الأصداءْ - إن كان يضايقكم شعري لا ترموه فسأكتب غيره!! - و سنسحقُ كُلَّ الشُّعَراءْ! - قل لي مولاي لمن أكتب؟ هل أكتب عن زهرٍ حُلْوٍ يسكن شرفات الرؤساءْ؟ أو أكتب في حُسْنِ جَوارٍ يمْلأنَ قصور الخُلفاءْ؟! أم أكتب عن وَطَنٍ ضائِعْ عن أمة حَقٍّ تتردّى و شعوبٍ خُلِقَتْ خرساءْ؟!! قل لي مولاي.. لمن أكتب؟! - اكتب عني.. عن عدلي عن حكمي.. عن حسني - كلاّ مولاي.. فلا أقدر - يا مجرم.. يا مجرم!! - لم أسرقْ.. لم أقتُل.. لم أظلمُ!! - إن لم تفعل يا هذا - فسآمُرُ جلاّدي أن يحشرَ أبناء بلادي كي أسجن شاعرنا الأعظم أو أقتل شاعرنا الأعظم إن لم يكتب للسلطان - بيتي و سجونك سيّان لكنَّ الشِّعْرَ هو الأنقى موتي و حياتي وجهان لمشيئَةِ ربّي يا هذا فالكون فناءٌ مكتوبٌ سيزول الظلم و لن يبقى و يظل الشعر هو الأبقى.. فاجتمع النّاس ليبكوني أهلي.. أصحابي ينعوني و قلوب الناس قد انفطرت و بنار الظلم قد احترقت أشعاري شامخةٌ صرخت: "أبقى.. أو يبقى الطغيانْ" فعصور الطاغية اندثرت إلا عصر السلطان.. جاء السلطان و في يدهِ سيفٌ بتّارْ يعكس ضوء الحَقِّ على جسدي نورًا أو نارْ قال السلطان: - ألن تكتب؟ - بل أكتب مولاي: "أبقى أو يبقى الطغيان" - قل من علمكم هذا المعنى - علمني سيفك و جنودك و قصورك و ظلام سجونك أنّي لست بجاريةٍ تسعى في قصر السلطانْ! بل لست حصانًا أو أرنبْ أرقص كي يفرح أو يغضبْ بحظيرة مولاي السلطان - فسأحرق سيفي و جنودي و قصوري و ظلام سجوني من علمكم هذا المعنى؟- علمني الرحمن ألاّ أسجد للطغيان في التوراة و في الإنجيل و في القرآن.. فارتعد السلطان.. و اندحر الظلم بعينيهِ و تكلَّمَ شعبي يحفظ أشعاري عن غَيْبِ: - " نبقى أو يبقى الطغيان" ** اخترتها لكم ** [/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN] |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أروع محاكمة على مر التاريخ | mẨřЎặm..εïз | أكاديمية القصص التدريبية | 0 | 05-31-2012 12:14 AM |