03-04-2012, 06:40 PM
|
|
|
المراقبين |
|
|
|
|
نشأة وتطور إدارة الموارد البشريه
نشأة و تطور إدارة الموارد البشريةI-
نشأة إدارة الموارد البشرية :تشهد آثار وكتابات الحضارات القديمة على وجود فكر يوجه الموارد البشرية في بناء هذه الحضارات كما تقدم اﻷديان السماوية فلسفات عميقة للموارد البشرية في مجال اﻷعمال، وربما يحتاج اﻷمر من الباحثين الحاليين إلى إيجاد الروابط الواضحة بينها وبين الممارسات المعمول بها حاليا.
(1)ولقد لعبت إدارة الموارد البشرية وما زالت أدوارا عدة في حياة المؤسسات، إذ أن الوظائف التي أنيطت بهذه اﻹدارة تطورت مع تطور الحاجات التي رافقت نشوء المؤسسات، ونمت تدريجيا لترافق بدورها التطور التاريخي الهائل الذي أوجدته العلوم المختلفة، وفي مقدمها العلوم اﻹدارية، وبالرغم من أن زمان و مكان إنطﻼقة إدارة الموارد البشرية لم يعرفا بالتحديد، إﻻ أنه مع بداية العام 1800م أو ما قبله بقليل، برزت مسائل عدة تقع ضمن مسؤولية إدارة الموارد البشرية، وأصبحت قيد المناقشة و التطبيق في كل من إنكلترا وفرنسا والوﻻيات المتحدة اﻷمريكية وغيرها من الدول
.(2)*II – التطور التاريخي ﻹدارة الموارد البشرية :يمكن القول أن المفهوم الحديث ﻹدارة الموارد البشرية قد إستقر بعد عدة تطورات مر بها العنصر البشري وهو يمارس نشاطه،
وتتمثل هذه التطورات التاريخية فيما يلي
3)1- الثورة الصناعية :ظهرت هذه الثورة في العالم الغربي في القرن الثامن عشر، وظهرت في العالم العربي في القرنين التاسع عشر و العشرين، وأهم ما كان يميزها ظهور اﻵﻻت و المصانع الكبيرة، واستغنائها أحيانا عن العمال، واحتياجها أحيانا إلى عمالة متخصصة، كما أدى ذلك إلى سوء ظروف العمل (ساعات عمل طويلة، ضوضاء، أتربة، أبخرة، وغيرها...)، كما أدى اﻷمر إلى ظهور فئة مﻼحظين ومشرفين أساءوا أحيانا إلى العاملين تحت إمرتهم، كما أدى اﻷمر أيضا إلى رقابة وروتينية العمل وسأم العاملين، ولقد أظهرت هذه الفترة اﻹحتياج إلى ضرورة تحسين ظروف العاملين.2- ظهور الحركات العمالية :مع مساوئ الثورة الصناعية، كان على العمال أن يتحدوا في مواجهة أصحاب اﻷعمال، وظهر ذلك في شكل إنتفاضات عشوائية، ثم إضرابات منظمة، ثم إنقلبت إلى تكوين إتحادات ونقابات عمال تطالب بحقوقهم وتتفاوض بإسمهم فيما يمس اﻷجور، وساعات العمل.3- اﻹدارة العلمية :حاول فردريك تايلور(Fredrick Taylor) أن ينظم العﻼقة بين اﻹدارة والعمال وذلك من خﻼل عدة مبادئ أهمها: تصميم العمل وفق قواعد دراسات الحركة والوقت، واﻹختيار المناسب للعاملين، وتدريبهم، وإعطائهم أجور محفزة.4- ظهور علم النفس الصناعي :تﻼ حركة اﻹدارة العلمية إهتمام من علماء النفس بدراسة ظواهر معينة مثل اﻹجهاد واﻹصابات، وأهم ما ركزوا عليه هو تحليل العمل بغرض معرفة المتطلبات الذهنية والجسمية للقيام به، وركزوا أيضا على تطوير اﻹختبارات النفسية المناسبة لﻺختيار من بين المتقدمين لشغل الوظائف، ولقد أظهرت هذه الحركة نجاحا كبيرا في الشركات التي استخدمت أساليب تحليل العمل واﻹختبارات النفسية.5- ظهور حركة العﻼقات اﻹنسانية :ركزت هذه الحركة على أن إنتاجية العاملين ﻻ تتأثر فقط بتحسين ظروف العمل(مثل اﻹضاءة وساعات العمل)، بل وأيضا باﻹهتمام بالعاملين، والنمط اﻹشرافي عليهم، والخدمات المقدمة إليهم، ولقد ظهرت هذه الحركة كنتيجة لتجارب مصانع"هاوثورن" والتي أشرف عليها "إلتون مايو" (Elton Mayo).6- البدء في ظهور بعض ممارسات إدارة اﻷفراد :كانت أولى المنظمات أخذا بمفاهيم اﻹدارة العلمية، وعلم النفس الصناعي، والعﻼقات اﻹنسانية هي منظمات الجيش والحكومة(أي الخدمة المدنية)، وكان من أهم الممارسات: وضع شروط للتعيين، واستخدام اﻹختبارات النفسية، واﻹهتمام بأنظمة اﻷجور، وخدمات العاملين ومنع الفصل التعسفي
.7- البدء في ظهور بعض المتخصصين في إدارة اﻷفراد :قامت بعض الشركات الكبيرة واﻷجهزة الحكومية والجيش بتوظيف عاملين متخصصين في اﻷنشطة المختلفة بدﻻ من اﻷفراد، مثل المتخصصين في مجاﻻت التوظيف والتدريب، واﻷجور وخدمات العاملين، واﻷمن الصناعي والرعاية الطبية واﻹجتماعية للعاملين.
8- ظهور حركة العلوم السلوكية :أثرت هذه الحركة(التي ظهرت في النصف الثاني من القرن العشرين) على تطوير ممارسات اﻷفراد لكي تتواكب مع التطور في العلوم السلوكية، ومن أمثلتها إثراء و تعظيم الوظائف، وتخطيط المسار الوظيفي ومراكز التقييم اﻹدارية، في تغيير مﻼمح كثير من وظائف إدارة اﻷفراد.9- تدخل الدولة بالقوانين و التشريعات :نشطت كثير من الدول في العقود اﻷخيرة من القرن العشرين في إصدار تشريعات تقنن بها العﻼقة بين أصحاب اﻷعمال(أي المنظمات والشركات) والعاملين، ولقد ركزت هذه التشريعات على موضوعات من أهمها: الحد اﻷدنى لﻸجور، والتأمينات والمعاشات، واﻷمن الصناعي وصحة العاملين.III – العوامل المؤثرة في تطور إدارة تسيير الموارد البشرية :هناك العديد من اﻷسباب التي تفسر اﻹهتمام المتزايد بإدارة الموارد البشرية كوظيفة إدارية متخصصة وكفرع من فروع علم اﻹدارة، ومن هذه اﻷسباب4)• التوسع والتطور الصناعي الذي تم في العصر الحديث، ساعد على ظهور التنظيمات العمالية المنظمة، وبدأت تظهر المشاكل والصراعات بين اﻹدارة والعاملين، وحاولت اﻹدارة استخدام بعض اﻷساليب لمواجهة هذه المشاكل، ولكن ذلك لم يقلل من الحاجة إلى وجود إدارة متخصصة ترعى العاملين وعﻼج مشاكلهم.• التوسع الكبير في التعليم وفرص الثقافة العامة أمام العاملين، أدى ذلك إلى زيادة وعي القوى العاملة نتيجة إرتفاع مستواهم التعليمي والثقافي، وتطلب اﻷمر وجود متخصصين في إدارة الموارد البشرية، ووسائل حديثة أكثر مناسبة للتعامل مع هذه النوعيات الحديثة من العاملين.• زيادة التدخل الحكومي في عﻼقات العمل بين العمال وأصحاب اﻷعمال عن طريق إصدار القوانين والتشريعات العمالية، ومن ثم ضرورة وجود إدارة متخصصة تحافظ على تطبيق القوانين المعقدة حتى ﻻ تقع المنشأة في مشاكل مع الحكومة نتيجة لعدم إلتزامها بتنفيذ هذه القوانين.• ظهور النقابات والمنظمات العمالية التي تدافع عن العاملين، وتطلب اﻷمر ضرورة اﻹهتمام بعﻼقات اﻹدارة والمنظمات العمالية ومن ثم كانت أهمية وجود إدارة متخصصة لخلق التعاون الفعال بين اﻹدارة والمنظمات العمالية وإعداد سياسات جديدة للعﻼقات الصناعية.
|