03-01-2012, 02:40 PM
|
|
|
المراقبين |
|
|
|
|
أهم عوامل النجاح في حياتك
أهم عوامل النجاح في حياتك؟؟*
كلّ واحد من الناس يحاول منذ نعومة أظفاره في جميع حقول حياته ، أن يكون ناجحاً في أعماله ، موفّقاً في أفعاله ، متفوّقاً على أقرانه ، متميّزاًبين أصحابه ، سعيداً في حياته ، رغيداً في عيشه ، فمنذ الصغر يفكّراﻹنسان كيف ينجح في عمله وحياته الفردية واﻻجتماعية ، فيبذل ما في جهدهوطاقته ليحوز على النجاح الباهر ، وربما يخسر المعركة وربما يفوز ، فهودائماً بين اليأس واﻷمل ، وربما يبتلى بالقلق واﻻضطراب ، وأخيراً :الخيبة والرسوب ، وربّما يُقدم على اﻻنتحار لضعف همّته ، ولكن النجاح اﻷكيد يكمن في عوامل لو التزم بها اﻹنسان ، وجعلها نصب عينيه ، لنجح في حياته ، ولنال ورقة النجاح وضمن ذلك منذ البداية ،
وأهمّ عوامل النجاح في حياتك ، كما في علم النفس ، فهو كما يلي :
أوّﻻ :أن تعرف ذوقك واستعدادك الذي أودعه الله في جبلتك وباطنك ، وﻻ بدّ لكأن تكشف ذلك مهما كلّف اﻷمر ، فلو ملكت قوّة الرسم ووجدت في نفسك أ نّهيمكنك أن تكون رسّاماً قديراً ، وعندك موهبة ( فنّ الرسم ) واستعداده ،فحينئذ ﻻ تتعب نفسك في الدخول في سلك اﻻُدباء والشعراء ، لو لم تملكا لقريحة الشعرية ، فإنّه ضياع للجهود ، ولن تنال السبق في وادي الشعر.وإذا كنت تملك في نفسك حرفة صناعية ، أو وجدت ذلك في ولدك أو تلميذك ،فﻼ تتعب النفس حينئذ بتعليمها الفلسفة والمفاهيم العقلية الثقيلة ،فإنّك وإن تعلّمتها ، إﻻّ أ نّك ﻻ تفوق اﻵخرين وﻻ تنال النجاح الباهر ، فإنّك خلقت لشيء آخر ، كما نقف على هذا المعنى دليﻼ وشاهداًوشهوداً من خﻼل مطالعة حياة عظماء العالم ، وعباقرة الناس ، ونوابغ العلوم والفنون.
ثانياً :العمل الكثير الدؤوب والمستمرّ ، فليس لﻺنسان إﻻّ ما سعى ، وبقاءناموس الحياة على قانون الجهد والعمل ، فما أروع مقولة ( الكسندرهاميلتين ) نابغة عصره حينما قال : « يقولون إنّك نابغة ، ولكن ﻻ أعلممن نبوغي شيئاً ، إنّما أنا رجلٌ أعمل ».وعظماء الدنيا على اﻹطﻼق إنّما حازوا السبق ، وتربّعوا على عرش النجاح بعملهم وجهدهم المتواصل إلى آخر لحظة من حياتهم ، فهذا أبو ريحانالبيروني يتعلّم مسألة فقهيّة في آخر لحظة ، ويقول : أموت عالماً بهذهالمسألة أفضل من أن أموت جاهﻼ بها ، وإليك ابن سينا وابن رشد ، وهذاأديسون ، وذاك باستور ، ومئات من الشخصيّات اﻻجتماعية الفذّة في الشرقوالغرب ، كانوا أهل عمل وتفكير وتخطيط في الحياة ، حتّى في السجونوالظروف الصعبة والحرجة ، فالسعادة والنجاح تطرق باب الساعي المجدّوالمجتهد ، وعلى المرء أن يسعى فإنّ اليوم يوم عمل وغداً الحساب.
ثالثاً :اﻹيمان بالهدف ، فإنّه المحرّك الباطني الذي يدفع اﻹنسان نحو التقدّمواﻻزدهار ، والمؤمن بالهدف يسهل عليه تحمّل المصاعب والمشاكل في مسيره ،وﻻ تعيقه العوائق ، وﻻ يخاف من قول حذار ، وﻻ يبالي بما قيل ويقال مناﻻفتراء والكذب والتهمة ، فإنّه يعتقد بسير عربته وأ نّه في الشارعالمستقيم والطريق القويم ، فﻼ يهمّه نباح الكﻼب كما جاء في المثل : «عربته تسير والكﻼب تنبح » ويفدي النفس والنفيس من أجل الوصول إلى المرادوالمقصود ، وحتّى نهاية المطاف والهدف ، وربما تكون اﻷهداف مقطعيّة ﻻبدّ أن يطويها حتّى يصل إلى قمّة أهدافه في الحياة ، ولكلّ امرء ما نوى ،وقُل : كلّ يعمل على شاكلته.رابعاً :الصبر واﻻستقامة ، فإنّ ذلك من أهمّ عوامل النجاح ، وهو رمز الموفّقيةفي العمل ، وإنّ الصبر أساس اﻷخﻼق الحميدة ، وإنّ التوفيق في الحياةوالنجاح في العمل ، منه قريب ومنه بعيد وطويل المدى ، فﻼ بدّ منالمقاومة والصبر ، كما أنّ النبوغ على قسمين : سريع وبطيء ، فكذلكالتوفيق والنجاح بعيد وقريب ، فإنّ السكّاكي معلّم البﻼغة صاحب كتابمفاتيح العلوم ، لوﻻ استقامته وصبره في طلب العلم لما فاق أقرانه وشاعصيته ، فاﻻستقامة عنصر مهمّ لمن طلب النجاح سيّما من كان في مقام إصﻼحالمجتمع وقيادته ، فقد قال الله تعالى لنبيّه اﻷكرم في القرآن الكريم :«اسْتَقِمْ كَما اُمِرْتَ» (1) .خامساً :التمركز الفكري ، فإنّ قطرات المطر لو انضمّت بعضها مع بعض ، وجمعت فيمكان ، لجرى الماء وأصبحت نهراً ، ثمّ شطّاً ، ثمّ بحراً ، وإﻻّ فإنّاﻷرض تبتلع القطرات المتناثرة.كذلك اﻷفعال الفكريّة واﻷعمال البدنيّة ، فإنّ التمركز الفكري يفتحآفاقاً جديدة لﻺنسان في ميادين العمل ، ويحلّ المشاكل ، ويزيل العوائقفي طريق الموفّقية.فالدقّة من أهمّ العوامل في حياة المخترعين والمكتشفين ، وإنّ اﻻختﻼلالفكري ممّـا يحطّم المرء في حياته ، وقد سئل نيوتن المكتشف الكبير : كيف وصلت إلى تلك اﻻكتشافات الجمّة ؟ فأجاب : بالتأمّل المستمرّ.سادساً :النظم واﻻنضباظ في الحياة ، فإنّ العالم الناسوتي بل الوجود كلّه يتأطّر بإطار النظم ، فالنظام هو الحاكم على الكون ، فمن المجرّاتالسماويّة وإلى الكواكب السيّارة ، وحتّى الذرّات الصغيرة ، مسوّرةبالنظم ، ونظام العالم أعظم معلّم ومربّي لحياتنا اليومية. وعن أميرالمؤمنين عليّ ( عليه السﻼم ) في آخر وصيّته لولديه الحسن والحسين( عليهما السﻼم ) : اُوصيكما بتقوى الله ونظم أمركما (2) ، ومن عﻼمةالنظم تقسيم أعمالنا ( لساعاتنا ) اليوميّة ، فإنّ العاقل الذي يضعاﻷشياء في مواضعها ، فنظّم أمرك وحياتك لتنجح وتسعد ، فإنّ الوقت منذهب ، وإضاعة الفرصة غُصّة ، وقد فاز باللذات من كان منظّماً في حياته وعيشه.
سابعاً :الشروع في العمل من الصفر ، فإنّ أوّل الغيث قطرة ، وأوّل مسيرة ألف ميلخطوة ، فإنّ العمل الناجح والعامل الناجح : من يبدأ من الصفر ومن الشيءالضئيل ، فالنجاح حليف من كان له همم شامخة ، فإنّ همم الرجال تزيلالجبال ، ونجح من خطّط في حياته ، يبدأ بالمسير الطويل بخطوة ، وهي منأصعب الخطوات ، فإذا رفع القدم اﻷوّل ، فإنّ القدم الثاني يكون خلفهبسهولة ، فيشرع من مكان صغير ، وعمل ضئيل ، ثمّ يواصل حتّى النهاية ،راجع سيرة الرسول اﻷعظم ( صلى الله عليه وآله ) وطالع حياة العظام لتقفعلى ما أقول.
ثامناً :عدم التقليد اﻷعمى واﻷصمّ ، فمن قلّد اﻵخرين من دون وعي وعلم ، فإنّهلن ينال النجاح المطلوب ، فعليك أن تكون ذا فكر وقّاد ، وعمل مستقلّ ،وﻻ تميل مع كلّ ريح ، وﻻ يحقّ ان ينعق اﻹنسان مع كلّ ناعق ، بل عليكبكسب المعرفة والعلم ، ثمّ العمل بإيمان وصبر وحكمة وتمركز فكري ، ونظم ،والشروع من النقطة ومن الصفر ، وإيّاك والتقليد المحض ، وكن خﻼّقاً فيحياتك ، واسلك الطريق الجديد الذي لم يفتح ، كما فعل كبارنا ذلك ، فإنّهمفكّروا أحراراً ، وعاشوا أحراراً ، وماتوا أحراراً ، قد خلقك الله حرّاًفﻼ تكن عبد غيرك ، فإنّه ﻻ يستحقّ الخضوع والخشوع والعبوديّة إﻻّ الله سبحانه وتعالى :«قولوا ﻻ إلـهَ إﻻّ الله تُفْلِحوا» .ومن الله التوفيق والسداد ، أي منك الحركة ومن الله البركة ، فاستعن بالله عزّ وجلّ ، وقم وطبّق هذه العوامل اﻷساسيّة لتكون ناجحاً في حياتك العلميّة والعمليّة ، فاستقم كما اُمرت.
|