لكل برنامج تدريبي أهداف محددة تصنف إلى أهداف عامة و أهداف سلوكية، و يرتبط نجاح أي برنامج تدريبي بأن تكون له أهداف واضحة و محددة، حتى يمكن بعد انتهاء التدريب قياس هذه اﻷهداف لتقييم نتائج التدريب باعتباره أهم وجوه تنمية الموارد البشرية، وتقييم البرنامج التدريبي نفسه بكل ما يرتبط فيه من عناصر كالمدربين و المتدربين و طرق التدريب و بيئة التدريب. إن هذه اﻷهمية ﻷهداف التدريب جعلت المشتغلين في هذا المجال و الباحثين يؤكدون دائما على أهمية صياغة هذه اﻷهداف بشكل واضح، كأهم الخطوات في عملية التدريب بل في أي مجال من مجاﻻت الحياة، ﻷن عدم وجود هدف أو عدم وضوحه يعني عدم وضوح الطريق، أو وجود الطريق وعدم معرفة ما ينبغي عمله.إن عملية قياس جدوى التدريب و تقييمه تعتمد اعتمادا كليا على وجود أهداف واضحة، وهنا ﻻبد أن نميز بين اﻷهداف أو النتائج المباشرة و المحددة للتدريب و التي يمكن قياسها كأهداف سلوكية و بين اﻷهداف بعيدة المدى أو النتائج غير المباشرة و التي تكاد تكون مشتركة بين معظم البرامج التدريبية التي تهتم بها منظمة في إطار تنمية مواردها البشرية. لتوضيح ذلك فإن تدريب الناسخ على الوصول إلى سرعة (50) كلمة في الدقيقة يعتبر هدفا محددا مباشرا يمكن قياسه وفي نفس الوقت فإن الرضا الوظيفي، أو الحد من نسبة التغيب تؤخذ في اﻻعتبار كنتائج متوقعة غير مباشرة للتدريب، ويتبع ذلك أنه ليس باﻹمكان تصميم أي برنامج تدريبي ووضع محتوياته، وأساليبه، وتحديد مدته، دون معرفة مسبقة باﻷهداف المطلوب تحقيقها من هذا البرنامج.وفيما يلي اﻷهداف العامة أو النتائج غير المباشرة المتوخاة من التدريب بصفة عامة وهي:
ؤ1)أ- رفع مستوى اﻹنتاج و تحسينه من الناحيتين الكمية و النوعية؛ب- تخفيض نسبة غياب الموظفين عن العمل؛ج- تخفيض تكاليف العمل و المحافظة على اﻷجهزة وصيانتها؛د- زيادة مستوى الرضا الوظيفي لدى العاملين، بتلبية احتياجاتهم المادية و تقليل الضغوط النفسية عليهم
(2)؛ه- تنمية شعور الموظف باﻻنتماء للمنظمة؛و- تحقيق الذات للموظفين الذين يمتلكون عنصر الطموح؛ز- التكيف مع المتغيرات التقنية في مجال اﻹدارة، حتى تحافظ المنظمة على مستوى من اﻷداء يحقق رضا المستفيدين من خدماتها؛ح- تحقيق احتياجات المنظمة من القوى البشرية، واختصار الوقت الﻼزم ﻷداء العمل بفعالية؛ط- استخدام التدريب كأسلوب من أساليب التحفيز و الترقية و الجدارة؛ي- توعية الموظفين بأهمية التدريب، وإكسابهم القدرة على البحث عن الجديد، وعدم الركون للرقابة.*و يمكن تلخيص اﻷهداف العامة للتدريب، وهي في نفس الوقت المخرجات العامة لعملية تنمية الموارد البشرية، من خﻼل العناصر التالية(
3):*أ- اﻷساليب:*من خﻼل توفير اﻷساليب العلمية المناسبة التي تمكن المتدرب من استخدام كل من المعارف و المهارات التي يتعرض لها في تطوير أدائه لعمله الحالي أو المستقبلي أو تحسين إدراكه لمعطيات وظروف العمل و محددات الفعالية اﻹنتاجية؛ب- الخبرة:*تعني تزويد المتدرب بالخبرات المكثفة ذات العﻼقة بتنمية أدائه الحالي و المستقبلي من خﻼل نقل تجارب وخبرات المشاركين، أعضاء هيئة التدريب و الرؤساء في العمل لتكثيف عملية التعلم و اﻹسراع بها؛ج- اﻻتجاهات:*تعديل اﻻتجاهات و اﻻفتراضات و الميول السلوكية و اﻹنسانية للمتدرب و تدعيم اﻻتجاهات المطلوبة بهدف زيادة رغبة المتدرب ودرجة نضجه السيكولوجي؛د- المهارات:*من خﻼل إكساب المتدرب مهارات عمل جديدة سواء كانت مهارات عملية أو فكرية أو فنية وكذلك تنشيط المهارات القديمة التي تداعت بمرور الوقت بهدف زياد قدرة المتدرب ودرجة نضجه الوظيفي؛ه- المعرفة:*من خﻼل مساعدة المتدرب على اكتساب المعارف و اﻷسس العلمية و النظرية و الفلسفية بما يمكنه من معرفة الجديد في أداء وظيفته الحالية ويُعده للقيام بأداء مناسب لوظيفته المقبلة.*إن هذه اﻷهداف تمثل اﻷرضية المشتركة للتدريب في مجال اﻷهداف. و لكنها ليست كافية ﻹعداد البرنامج وتصميمه، وتحديد محتوياته و أساليبه. وهذا يقودنا إلى إدراك تلك اﻷهداف الخاصة التي يتميز بها كل برنامج تدريبي عن اﻵخر.إن اﻷهداف الخاصة أو المحددة توضع أساسا لمقابلة احتياجات تدريبية معنية تتمثل في مشكﻼت تواجه المنظمات في إطار تنمية مواردها البشرية، وبتنوع هذه المشكﻼت تتعدد اﻻحتياجات، و تصمم البرامج التدريبية المختلفة، وعلى سبيل المثال فإن الموظف المتخصص في مجال اﻹعﻼم، و الذي يجد نفسه فجأة مسؤوﻻ عن إدارة هذا القسم في المنظمة التي يعمل فيها، قد يواجه في ممارسته لعمله، ومع المرؤوسين حاجته إلى تدريب في المجال اﻹداري، عن اﻹشراف و القيادة و التنظيم و التقويم، وغير ذلك من أساسيات اﻹدارة.*أما المدير الذي تمكنه الظروف المالية من توظيف سكرتير يساعده في طبع خطاباته وتقاريره فسوف يجد نفسه مضطرا للتدريب على النسخ.إن أهداف التدريب الخاصة قد تكون موجهة للعمل القائم لتحسين اﻷداء، وقد تكون بغرض اﻹعداد لعمل آخر، فإذا أردت أن تنقل موظف من قسم العﻼقات العامة مثﻼ إلى الشؤون المالية، فإنه في هذه الحالة يحتاج إلى تدريب جديد، وإذا أدخلت أجهزة جديدة لﻼستخدام، فإن الموظفين الذين سيعملون عليها يحتاجون إلى تدريب على ذلك، ومن هذه اﻷمثلة تبرز اﻻحتياجات و توضح اﻷهداف الخاصة للتدريب، و التي ﻻ يمكن حصرها كما فعلنا مع اﻷهداف العامة المشتركة، لسبب بسيط هو أن التدريب متعدد اﻷنواع و بالتالي فإن لكل نوع أهدافه الخاصة به.