إن العمل اﻹداري من أهم اﻷعمال، بل يعد عصب الحياة في المؤسسات والشركات، ونجاح أي مشروع أو مؤسسة أو شركة يتوقف بالدرجة اﻷولى على كفاءة وجودة إدارته، وهذه الكفاءة ﻻ تأتي بالتمني واﻻدعاء بل بالمزيد من العلم والخبرة واﻻطﻼع والتدريب ومجاراة كل جديد في علـم اﻹدارة. وخاصة اﻹدارة الحديثة وما تحتويه من تجديد في المفاهيم والنظريات والمبادئ، قدمت العديد من الفوائد الجليلة للقطاعات اﻹدارية بمختلف أنواعها وأشكالها، وكان من أهم ما قدمت ما يسمى: اﻹدارة باﻷفكار.وقد ظهرت اﻹدارة باﻷفكار كغيرها من العلوم الحديثة في الدول الغربية، وذلك في سبعينيات القرن الماضي، وأتى هذا الظهور بعد ظهور علم اﻹدارة باﻷهداف بعقدين من الزمان، والذي انتشر على مستوى العالم في فترة زمنية وجيزة. وتتلخص فكرة اﻹدارة باﻷهداف في أنها: أسلوب إداري يقوم على مشاركة الرؤساء والمرؤوسين في المؤسسة أو الشركة أو المنظمة بتحديد اﻷهداف الوظيفية لكل موظف في الشركة، ثم تتم المقارنة بين أدائه الفعلي لوظيفته واﻷهداف المحددة مسبقًا، وفي حالة وجود انحراف أو تقصير يتم توجيه الموظف نحو اﻷهداف المحددة والمخطط لها من قبل.*وقد توصل علماء اﻹدارة إلى أن الفكرة تسبق تحديد الهدف، وهذا أمر طبيعي، فالموظف تأتي له اﻷفكار قبل أن يحدد أهدافه الوظيفية، وكلما كانت هذه اﻷفكار ذات قيمة كانت اﻷهداف قيمة، ومن هنا ظهر اﻷسلوب اﻹداري الجديد وهو: اﻹدارة باﻷفكار، والذي يقوم على تجميع واﻻحتفاظ باﻷفكار التي ترد على ذهن الموظف - خاصة اﻹداري - ثم دراستها، ووضع المفيد منها موضع التنفيذ، مما يعود بالنفع العام على الشركة أو المنظمة، وبالنفع الخاص على صاحب هذه اﻷفكار، التي قد تتحول إلى ابتكار أو إبداع أساليب تميز الشركة عن غيرها.