|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||
|
||||||
الشخصية المتوازنة طريق الإداراة الناجحة
لا شك أن تعريف مفهوم "القيادة" استوقف العديد من الباحثين والمتخصصين حيث لا يوجد تعريف واضح ودقيق كما لا توجد وصفة سحرية للقيادة؛ إلا أنهم اتفقوا في النهاية على أن القيادة " فن، وصنعة، وبراعة، وموهبة ", فبعض الناس يولدون قادة , و بعضهم الآخر يتعلمون القيادة , و هناك فئة من الناس لا يمكن أن يملكوا زمامها , وهناك أناس لا يستطيعون حتى مجرد التفكير في أن يصبحوا يومًا ما قادة .
فالقيادة بمفهومها البسيط هي "عملية تحريك مجموعة من الناس باتجاه محدد و مخطط وذلك بحثهم على العمل باختيارهم " ، و القيادة الناجحة تحرك الناس في الاتجاه الذي يحقق مصالحهم على المدى البعيد , ومهما كان الأمر؛ فإن الوسائل و الغايات يجب أن تقوم لخدمة المصالح الكبرى للناس المعنيين واقعاً على المستوى البعيد . و القائد هو الذي يُنتظر منه ممارسة التأثير في تحديد أهداف المنظمة أو المؤسسة و بلورتها و تحقيقها ، و القائد الأمين هو الذي يتقدم الصفوف , و ليس الشخص الذي يناور ليتصدر الناس . إلا أنك تجد الكثير ممن ابتلوا بالإدارة وشؤونها لا يعرفون الكثير عن مقومات التوجه النفسي الصحيح لمسار أعمالهم في منظومة التعامل مع من يشاركونهم العمل في أي مجال من مجالات الخدمة المنتجة , ومن هنا نجد الغموض المشوب بضبابية طمس الحقيقة الواضحة في الإداري الفطن، وذلك لقلة الإلمام بالأسس الواضحة في عملية الإدارة بشكل عام والنفسية بشكل خاص... كل هذا حدا بنا إلى التركيز على الحالة النفسية للقيادي الناجح ودور العوامل النفسية في التأثير على قراراته . الشخصية المتوازنة ومن الأمور المهمة لحسن الإدارة،اجتناب ما يسبب نفرة الناس، فإنه وإن كانت النفرة لأسباب تافهة، تكون مضرة بالإدارة والمدير, ومما يسبب النفرة أبواب كثيرة، نذكر منها جملة: إخلاف الوعد، وإظهار الاستبداد والتواضع الملحق بالمهانة، وهجر الناس وتجنبهم، وعدم حضور الاجتماعات المنعقدة في المناسبات، والاعتزاز بالنفس وبالعمل مظهرًا ذلك بقول أو عمل، والإتيان بما لا يليق عند الناس كالأكل في الطريق والضحك بصوت عال والبصاق أمامهم والمزاح المثير..إلخ، ووضع النفس فوق مستواها كاصطحاب من فوقه والجلوس فوق مجلسه، وترفيع بعض على بعض في المعاشرة والمصادقة وما أشبه مما يسبب جلب عداوة من نقصهم حقهم، وتنقيص الناس حقهم والمجادلة، والتكلم بما لا يصدقه الناس وإن كان حقًّا من القصص والتواريخ وما أشبه، والكذب، والإتيان بالأمور المنكرة شرعًا أو عقلاً أو عرفًا...إلى غيرها من الأمور الكثيرة المنفرة.. الصمود النفسي يؤكد الكثيرون أن القيادي لابد أن يكون أكثر الموجدين داخل المؤسسة قدرة على التحمل النفسي ومواجهة الضغوط المحيطة به لكي لا تؤثر على قرارته التي تمثل مصير المؤسسة؛ لذا كان من الأمور المهمة لحسن الإدارة ( الصمود أمام الكوارث) فإن الإدارة بطبيعتها معرضة للهزات، وكلما كانت الإدارة أوسع، كانت الهزات أكثر وأعنف . فمن المديرين من لا يعد العدة للكوارث؛ فإذا أصيب بشيء منها، انسحب عن الميدان وهذا فشل وخور، بل اللازم على المدير الحازم: أولاً: أن يعد العدة سلفًا للكوارث المحتملة حتى إذا نزلت الكارثة، كان مهيأً للتخفيف من حدتها، ثم محو آثارها بكل سرعة. وثانيًا: أن يعد القوة النفسية أمام الكوارث حين نزولها، حتى لا يتضعضع ولا ينهزم نفسيًّا أمام الكارثة، فإن الصمود النفسي مما يخفف وقع الكارثة. يقول علماء النفس: إن الصدمة التي يتلقاها الإنسان أمام الكوارث أشد إيلامًا من الصدمة ذاتها. والإنسان إذا استعد لتلقي الصدمات المحتملة، ثم وردت الصدمة عليه خفف الاستعداد من الجزء الأكبر منها، والجزء الباقي يتلاشى بمضي الزمان، وإلا انهار نفسيًّا وإداريًّا بما لا يرجى القيام منه. ضبط النفس ومن الأمور المهمة لحسن الإدارة ضبط النفس عن الانخداع ، و الانخداع على أقسام: الأول: الانخداع بالجانب المبهرج من الحياة؛ فإن النفس ميالة إلى الراحة وحسن السمعة... وما أشبه، والحياة تأبى إلا العمل الجدي المستمر الصامت بكل هدوء، و كثيرًا ما يرى انخداع المدير بالجانب المبهرج، فيميل إلى الراحة أو يغتر بحسن السمعة؛ فيكسل في العمل وضبط الإدارة، ويترك العمل الجاد المستمر، وبذلك تضعف إدارته، وينقلب وبالاً على الحياة، بعد أن كان محفزًا للحياة ودافعًا لها إلى الأمام. والمديرون الذين يبتلون بهذا الانخداع، يوجب ذلك انحطاط مستوى الإدارة وبانحطاط الإدارات تنحط الأمة، ورويدًا رويدًا يشملها الخمول والتأخر فتتقدم عليهم سائر الأمم.. وهذه هي نواة كل تقدم وتأخر، فالتقدم أوله الحزم وعدم الانخداع، والتأخر أوله الكسل والغرور بالجانب المبهرج . الثاني: الانخداع بالمدح.. فكثيرًا ما يميل الإنسان إلى الكسل، إذا وجد مادحين له، أو إلى الانحراف إذا وجد من يمدح طريقته . الثالث: الانخداع بالذم؛ ففي كثير من الأحيان يترك الإنسان الطريقة المثلى خوفًا من الذم، وتهربًا من الازدراء . الرابع: الانخداع بالتحريض؛ فكثير من الناس يلقون أنفسهم في المهالك بتحريض محرض وتشجيع مشجع وإغراء مغر، وهم يعلمون ضرر ذلك، لكن التحريض يثير أعصابهم، ويوقظ نخوتهم . وكل هذه الأقسام من الانخداع مما تضر بالإدارة وتوجب الانحطاط وذهاب السمعة وأخيرًا الفشل والانهيار.. وقد كان هذا منطق القائل " النار ولا العار"، وإليه أشار الله تعالى في كتابه ( أخذته العزة بالإثم ). فمن الضروري على المدير أن يهتم بضبط نفسه، حتى لا ينخدع بهذه الانخداعات، ولا يكون ذلك- كما لا يقدر الإنسان على أتباع الفصول السابقة في هذا الكتاب- إلا بالاستعانة بالله سبحانه، وطول ذكره ليل نهار، والتوكل عليه، وهو سبحانه يكفي من توكل عليه ويأخذ بيد من استعان به وهو خير موفق ومعين. الحيوية ومن الأمور المهمة في حسن الإدارة (أن يكون حافلاً) فإن الإنسان قد يقتصر على مهمته الإدارية التي أوكلت إليه، وهذا إنسان جامد، وإن أتى بالغاية المرارة منه بخير وجه. وقد يتطرق إلى هنا وهناك ليس في الإبداع في مهمته فقط؛ بل في تشعيب الإدارة إلى أقسام، واستخراج إدارات جديدة، بروح مستعلية وثابة مبتكرة مثلاً: إذا أنيط إلى شخص إدارة مدرسة، فإنه قد يقتصر عليها، وهذا جمود وإن أحسن الإدارة في الإشراف على المعلمين والسير بالطلاب إلى الأمام، في جانبي العلم والأخلاق. تجنب الاستفزاز الإداري الناجح هو الذي يفعل ما يريد بدون استفزاز؛ فإن الغالب أن المديرين لهم شركاء ولو كانوا في مستوى أحط، وتكون الكلمة للمدير أخيرًا. فإن ظهر وجه الرأي للمدير، كان لا بد وأن يكون هناك مخالف أو أكثر فقد يأتي المدير بما يظهر له بعنف واستفزاز، وهذا خطأ موجب للعداوة وفشل الإدارة، وقد يأتي بما يظهر له بكل لطف ولين، وهذا من أسباب نجاح الإدارة وولاء الملتفين حولها. مثلا: للمرجع حاشية - مهما أوتوا من الصلاح والتقوى- لهم آراء حولت تعيين الوكلاء وإجراء المشاهرات وما أشبه، وكثيرًا ما يكون رأي المرجع مخالفًا في تعيين وكيل أو عزله أو ما أشبه ذلك، فاللازم أن ينفذ رأي نفسه، بدون استفزاز، وإلا انقضت الحاشية الصالحة – فرضًا-، عن حوله، وتلقى مضاعفات ذلك. يقول أحد الرؤساء بصدد هذا: كثيرًا ما كنت أنوي تنصيب شخص معين ولكن لأخذ رأي الأعضاء كنت أستشيرهم في الشخص الذي ينبغي أن ينصب؟ بدون أن أذكر اسم الذي قصدته، فإذا صوتوا لمن قصدته فنعم المطلوب، وإلا كنت أضع من يعينوه في بساط البحث- بحثهم أنفسهم، دون اشتراك مني في المناقشة- وطبيعي أن تقع حوله المناقشة حتى يرضوا به وأخيرًا كان من قصدته هو الذي يعينونه بالإجماع أو كان من أقصده أحد شخصين يرشح للأمر من قبلهم فكنت أنا في آخر الحلبة، أرتضي بمن قصدته، بعد أن كان التعيين منهم، فكنت في وقت واحد أفوز بما أردت، وأجلب رضاء الأصدقاء بل مدحهم إياي بأني أخذت بآرائهم ومن هذا الباب أيضًا عدم مجابهة الناس بما يجرح كرامتهم، سواء حول ما يريد أو حول ما يريدون. قليل من المرح يحقق النتائج من الأخطاء الشائعة لدى كثير من القادة أنهم يتخيلوا أنه لابد وأن يكونوا متجهمي الوجه لكي يكونوا قادة ناجحين , إلا أن هذا غير صحيح؛ فقليل من المرح يساعدك والمحيطين بك لإنجاز المهام في جوًّ من الارتياح ، فعلى القائد أن يكون مرحاً، فالمرح يخلق مناخاً نفسيًّا مشحوناً بالسرور والغبطة والارتياح، ومثل هذا النموذج الصحي يطلق القدرات العقلية للتعلم بسهولة ويسر، فالانشراح يهيئ الطاقات العقلية للامتلاء والتمدد ، بخلاف مناخ الكآبة والحزن أو التشاؤم الذي يعلم دروساً متشنجة عن الحياة. فالإنسان المرح ودود وذكي ، وهو الإنسان المنفتح على العالم والحياة، فهو يرغب بأداء دور أفضل، كما يرغب بأن يسعد الآخرين، ووسيلته في كل ذلك هي الإقلاع عن الكآبة في سلوكه النفسي، والتخلي عن فلسفة البعد الواحد في سلوكه العقلي. فالمرح لا يعني الابتسامة أو الضحك ، فهذه آليات قد يلجأ إليها الجميع، مرحون أو غير فرحين، إنما المرح فلسفة ذاتية تنطلق من إيمان الفرد بأنه يمتلك صحة عقلية جيدة، ونظرة متفائلة للحياة ويرسم خطة مستقبلية بنفسه ولنفسه ولعمله. صفوة القول هي: إن المرح زاد العقل، وغذاء الروح وإكسير الحياة؛ فهو يضاعف من متانة صحة الفرد ويجعل عقله متفتحاً نحو آفاق أرحب. فلنستبشر بغد أفضل أو بوضع أحسن أو بحالة أكثر إشراقاً، وذلك ليس من قبيل التفاؤل الساذج أو الخيالي، وإنما استقراء أحداث التاريخ الإنساني يكشف بأنه بعد النكسات أو الركود يحدث التقدم والنهوض والنجاحات، وهذا بالطبع سيدفعنا لمباشرة العمل، والإبداع وتحدي المستحيل. السكوت ينفع أحيانًا الأمور المهمة لدى القيادي الناجح أن ينجرف نحو انفعالاته ويتحدث كثيرًا عن إنجاز المهام المنوط بها , حيث يرى كثير من الباحثين أن الصمت ينفع أحيانًا لتحقيق الأهداف فإن النتائج تترتب على الأعمال لا على الأقوال، والقول في غير موضعه كثيراً ما يسبب الفشل. والسكوت إنما المراد منة إن يكون عن الأمور التالية : أولاً: عن الانتقاد؛ فلا يفتح الإنسان فاه بانتقاد إنسان آخر متعلق بالعمل أو غير متعلق به, فإن انتقاد الإنسان المتعلق بالعمل وإن كان على حق يثيره, مما يسبب التقليل من نشاطه, أو قيامه ضد المنتقد وخلق الكراهية, وانتقاد غير المتعلق بالعمل يسبب إثارته بما لا داعي له ، فيؤثر كلام ذلك المنتقد في أعصاب ونفسية هذا المنتَقد وينقص منه, وكلا الأمرين يرجع لضعف الشخصية مما يؤدي إلى اضطراب بالعمل, وخلق المشاكل. ثانياً: عن الانتقاد الموجة إليه؛ فإنه مهما بلغ الانتقاد, في النهاية لا يؤثر في الإنسان, إذا سكت خلاف ما إذا أجابه المنتقد بالرد, فإنه يصرف النشاط وبلا فائدة مرجوة, والناس دائمًا مع الساكت, حتى وإن طال الزمان, فإذا تكلم كانوا له أو علية. ثالثاً: عن الهذر في الكلام؛ وهذا مما يُبتلى به الكثير من الموظفين، وقد كان أحد أحزاب ( اليابان ) الكبار, شعارهم: قلة الكلام وكثرة العمل, وما أجمله من شعار؟ وفي المثل "العمل بكل صمت وهدوء علامة النجاح" أما من تكلم لإنجاز مهمة بقدر الضرورة؛ فإن الكلام في مثل هذا الموقع ضروري وليس المقصود من السكوت, الذي نجعله من شرائط الموظف الناجح, المنع عن مثل هذا الكلام المضطر إليه. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
للمرة السادسة: دورة تحليل الشخصية عن طريق خط اليد والتوقيع (الجرافولوجي) | الاستاذه هدى كتوعه | أكاديمية الإعلان للبرامج التدريبية للمراكز والمعاهد التدريبية | 33 | 06-18-2024 02:56 PM |
تحليل الشخصية عن طريق خط اليد والتوقيع الجرافولوجي | الاستاذه هدى كتوعه | أكاديمية الإعلان للبرامج التدريبية للمدربين والمدربات | 48 | 05-06-2024 08:11 PM |
للمرة الخامسة : دورة تحليل الشخصية عن طريق خط اليد والتوقيع (الجرافولوجي) | الاستاذه هدى كتوعه | أكاديمية الإعلان للبرامج التدريبية للمراكز والمعاهد التدريبية | 1 | 04-28-2024 07:11 PM |
للمرة السابعة: برنامج تحليل الشخصية عن طريق خط اليد والتوقيع (الجرافولوجي) | قطقوطة | أكاديمية الإعلان للبرامج التدريبية للمراكز والمعاهد التدريبية | 1 | 03-29-2024 12:52 AM |
(*الجرافولوجي*تحليل الشخصية عن طريق خط اليد والتوقيع | الاستاذه هدى كتوعه | أكاديمية الإعلان للبرامج التدريبية للمراكز والمعاهد التدريبية | 0 | 03-01-2013 01:08 AM |